نفثات شامية

مريم مخلص برزق

يجف مداد القلم وينضب، وتجف المآقي والعيون، أتراها تسعفني الكلمات في هذه المرة؟ أم تراها تنطق العبارات وتجود القريحة بتلك المشاعر الحبيسة المتغلغلة بداخلي، الساكنة في أعماق نفسي!!!

أجدني لا أحسن الوصف ولا أجيد الكتابة لماضٍ خلتُ لوهلة أنه كان لي ربيع عمر مزهر، وشعبٍ هم الأهل حين تضيق الدنيا وتضنُّ بقرب الدار والأوطان، وثورة ربانية وشعلة لم ولن تنطفئ.

يحار البيان، وتعجز حروف الأبجدية أن ترد شيئاً من حقها علينا، إنها الشام في عامها الثاني توقد شمعتها الثانية لثورة مباركة تسترد حقاً مغتصباً وحرية مسلوبة، إنها الشام في عامها الثاني تزداد هي بهاء وتألقاً، عزاً ونصراً، ونزداد معها ألماً وأملاً.. واشتياقاً.

أغرق في التفاصيل محاولة كسب بعض من الوقت فالحديث عن الشام يحلو ويطيب كما اللقاء والاجتماع فيها..

عام من الثورة قضيناه هناك وعام هنا، تركناها ورحلنا ولم يبق إلا الذكريات

عامان مرَّا، وفي القلب غصة.. وفي العين دمعة.. وفي الصدر آهة

عامان مرَّا، وقدرهم أن تتسارع بهم عجلة الأيام يئنون تحت الرحى وويلات الظلم والظلام

عامان مرَّا، لا زلت سوريتي تتربعين في سويداء القلب ووسط العين والمقل

عامان.. وبقيت أنت الصورة الأبهى، البعيدة القريبة، الغائبة الحاضرة

جسداً نحن هنا وروحاً تأبى إلا أن تحلق هناك حيث مشاهد العز والكرامة تتحفنا كل يوم بالمزيد

تطوف بي الذكريات فأنتشي من غفلتي، وأصحو من غفوتي، فما زلت أنت دوحة غناء أعيش تفاصيل الحياة فيك لحظة بلحظة، أغمض عيني فتتراءى في مخيلتي مدينة الياسمين وأشم عبقها وفوح عبيرها وشذى ياسمينها

لكأني بها الآن تستقبلني مزهوة بنصرها عزيزة بشعبها ومحبيها

لكأني الآن في الشام أمشي بين شوارعها وأتجول بين أزقتها وفي حاراتها وأسواقها العتيقة

وأراقب فيض أنهارها بردى والعاصي وحركة نواعيرها

فيا شام العز والفخار..

آن الأوان أن تستعيدي سيف خالد بن الوليد وأمجاد عز الدين القسام

آن الأوان أن تضمينا بعد البعاد وأن تجمعينا بعد الفراق

سلاماً إليك

ممزوجاً بأشواق قلبي وحبي ولوعتي

سلاماً إليك

ملفوفاً بصادق دعائي وصلواتي

"إني ظمئت إلى رؤياك فاسقيني  ..  يا شام هل لي بكأس منك ترويني"

وهل عسانا بعد ظمأ الشوق والبعد نلتقي!!!