يا لك من بارعة أيتها القديسة!
يا لك من بارعة أيتها القديسة!
فراس حج محمد /فلسطين
يا لك من بارعة أيتها القديسة، أيتها المؤمنة بالوحي في تجليات روحك كل لحظة، لعلك ما زلت تعيشين حالات الأنبياء والمرسلين في طهارتهم وصفاء قلوبهم، يا لك من جامعة كل معاني الألق والزهو والكبرياء والتواضع، يا لك من إنسانة ليس لها وصف يليق بها؛ إذ إن كل وصف سيظهر عجز اللغة عن أن تتكامل فيك كل المعاني والأوصاف التي تستحقينها!!
لعلّ من لا يعرفك أو يعرفني سيتهمني بالمبالغة والشطط، ليقول: إن الحب أعمى البصيرة والصورة واللغة، ولكنهم لم يعرفوك كما عرفتك، ولم يختبروا فوح عطورك كما خبرت طيب شذى أنوثتك، ولم يدخلوا معارج الأرواح حيث اتحادها في المطلق، إنهم لم يعرفوا أنك مثال لا نظير له ولا شبيه ولا ندّ، ولكنهم إن تجرؤوا وقالوا فهم معذورون، فالجهل أعمى أيتها القديسة الغافية على جناح ملاك يسافر فيك في جنات الله، ويطوف بك في أفياء ملكوت السموات والأرض ليعطيك المنى والرضا والسلامة والأمان!!
تمنيْ على روحي تجديها بين يديك ملبية، مبذولة لا ترجو صرفا ولا عدلا سوى أن ترضي بها قربانا مقدما بين يدي سعادتك، فهذا هو كل مناها ومبتغاها، فلا تخيبي رجاءها واقبليها لتذوب بين حناياك تغرد في رحاب نفسك، لتظل تعزف ألحانها كل صباح ندية شجية مورقة لتقول لك: مهما طال الزمان فأنت لي، أنت لي، أنت لي.