بطاقات: إلى الجيش الحر المجاهد 1
بطاقات: إلى الجيش الحر المجاهد
(1)
أبو بشر الجسري
أيها الأحبة :
إن معركتكم تحتاج اليوم إلى زاد إيماني و معنوي يُستمد من عقيدتكم ، و تاريخ أجدادكم الميامين !
و نحن - اليوم - في هذه الملحمة أحد رجال ثلاث :
1- مجاهد خرج بنفسه و ماله
2 - و مُجهز لغاز في سبيل الله
3 - و رجل يخلف أخاه في أهله و ولده
و لنا في رسول الله أسوة حسنة، و في أصحابه قدوة صالحة .و ما نحن إلا أحفاد أولئك الذين فتح الله على أيديهم مشارق الأرض و مغاربها ، و حرّربهم الشعوب من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ! فجدير بنا أن نسير على نهجهم و نقف عند بطولاتهم و مآثرهم .
خرج النبي - صلى الله عليه و سلم - إلى غزوة تبوك ، و سمع بذلك واثلة بن الأسقع ، فعزم على الخروج معه و لم يكن يملك دابة تحمله ، فوقف في السوق مناديا : مَنْ يحملني و له حصتي من الغنائم ؟ فقال كعب بن عجرة : أنا أحملك !
و أحسن صحبته و جعل له جزءا من طعامه ، و أكرمه زيادة على ما اتفقا عليه ، ثم خرج خالد بن الوليد إلى دومة الجندل و معه واثلة و كعب ، فهزم الله عدوهم ، و غنموا غنائم كثيرة و كان نصيب واثلة ستة من النوق ، فأتى بها إلى كعب ، و دفعها إليه تنفيذا للاتفاق ؟!
و لكن كعبا أبى أن يأخذها ، و قال له : بارك الله لك فيها ! فما حملتك ، و أنا أريد أن آخذ منك شيئا و قدّر كعب وفاء واثلة ، و شكر واثلة أخاه كعبا على كرمه و سماحة نفسه !!