( فساء صباح المنذِرين )
بكسر الذال!!!
زهير سالم*
وغضب صاحب السلطان على العالم فحبسه وأطال حبسه ثم رضي عنه فأطلقه وقربه وجعله نجيا . سأله في يوم من الأيام ( ما أشدُّ ما مر بك يا فلان ..) أجاب الشيخ العالم ( جاهل يحكم على عالم ) . قالوا فتغير وجه صاحب السلطان فقل له الشيخ هون عليك أيها الأمير أحدثك عن سجانك فلان . فسأله الأمير وما شأنه قال عندما سجنتني كان ما أكثر أن يمر به وزيرك فلان فيأمره بضربي وإهانتي والتضييق عليّ ويخبره أنني زنديق متستر بالدين فكان يفعل ذلك بي في حضوره فإذا غاب تلطف بي وتعهدني وأحسن إليّ . في يوم سمعته يقرأ القرآن فقرأ قوله تعالى ( فساء صباح المنذِرين ) وكسر الزاي فصححت له . وقالت له أنت تقلب المعنى وأن الآية هي بفتح الزاي . فقال بل أنا هكذا تعلمتها من شيخي في الكتاب فلما حاولت أن أشرح له أكثر غضب وقال ما زال الوزير يقول لي إنك زنديق ولا أصدقه والآن اكتشفت وجه الحق . وأخذ يضيق علي أكثر مما يطلب منه الوزير
نعم ما أشد وما أقسى ...
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية