ذكرى سقوط الأندلس
غرناطة عبد الله الطنطاوي
مرّت بنا قبل أيام ذكرى سقوط الأندلس .. الذي كان في سنة 2-1-1492 م .
أي مضى على سقوط الأندلس 521 سنة عجفاء.. بسقوط مدينة غرناطة عندما سلّم الملك أبو عبد الله الصغير آخر الملوك الأندلسيين مفاتيح مدينة غرناطة للملك فرناندو الثاني الكاثوليكي والملكة ايزابيلا الأولى، وبسقوط غرناطة كان سقوط الأندلس..
وقد طُرد أكثر من 300 الف مسلم عام 1609 م
وكانت محاكم التفتيش التي نكّلت وعذّبت وقتلت المسلمين في الأندلس، ونصّرت الكثير منهم..
وقد قام علماء أفذاذ أمثال ابن حزم وأبي الوليد الباجي وابن عبد البر ، للدعوة إلى الوحدة الإسلامية، وقد كان لهم جهوداً كبيرة وسفارات بين ملوك الطوائف للوحدة بينهم أمام الخطر النصراني المتجه نحوهم، ولكنهم كأنهم ينفخون في رماد، فقد غلب على ملوك الطوائف حب الدنيا وإيثارهم مصالحهم على مصالح الدين، كعادة أكثر الملوك على مرّ الأزمان..
وكان أول ما صنعت قشتالة ( وهي المملكة التي احتلت الأندلس) عند إسقاط المدن الأندلسية: إنشاء دور لترجمة علوم وكُتب تلك المدن إلى القشتالية وسائر اللغات الأوروبية وحرق ما يجدونه بلا أهمية لهم ككتب البلاغة والفقه وما إلى ذلك..
وإذا تمعنّا في تواريخ إنشاء جامعات أوروبا الكبرى، التي قام عصر النهضة على أكتافها، نجدها تتزامن مع تواريخ سقوط مدن الأندلس، أي أن نهضة أوروبا قد قامت على أكتاف نهضة الأندلس وعلومها وتقدمها..
وقد شرع البرلمان الغرناطي إجراءات جعل يوم "سقوط غرناطة" يوماً وطنياً ذا فائدة ثقافية"..
والمسلمون يغطّون في سبات عميق..
فلندرس تاريخنا العريق، ولنتعلم من أخطاء أجدادنا، حتى لا نقع في نفس الخطأ..