أهلا بشروق عام "الأمل والعمل"

أهلا بشروق عام "الأمل والعمل"

بدر محمد بدر

[email protected]

كل عام وأنتم ومصر الحبيبة بألف خير.. اللهم ارفق بأهلها، وبارك في رزقها، واحفظ شبابها، وأخصب زرعها، وعمر أرضها، ووفق رئيسها لما تحبه وترضاه.. اللهم أهلك أعداءها، واشغل خصومها بأنفسهم، واجعل عامها الجديد عام خير وبركة وأمن واستقرار ونهضة وتقدم.. آمين 

ومع الساعات الأولى لشروق العام الجديد (2013)، الذي أراه عام "الأمل والعمل".. الأمل في استكمال مسيرة بناء مؤسسات الوطن، بعد أن شاركنا جميعا في انتخاب رئيس الجمهورية، ووافقنا على الدستور الجديد، ومازال لدينا مجلس شورى منتخب يقوم بالمهام التشريعية، حتى يتشكل مجلس النواب الجديد، وتصبح ملامح الدولة الأساسية شبه مكتملة، أما العمل والإنتاج فهو الهدف الذي يجب أن نشغل به أنفسنا في الفترة المقبلة، حتى تنطلق مصر بقوة إلى المستقبل المشرق.

ومن المناسب أن نفكر في الإيجابيات والسلبيات التي مرت بنا في العام الماضي، حتى نستفيد من الأخطاء في المستقبل، سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى أحداث وقضايا ومشكلات الوطن، والمراجعة الذاتية دائما مفيدة للجميع حتى لا نكرر نفس الأخطاء، وتصبح لدينا رؤية أفضل للمرحلة المقبلة، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم" والمرء الذي لديه الاستعداد للمراجعة هو الأقدر على النجاح.

حقا لقد مر العام الماضي بكل أحداثه وآلامه، لكننا في النهاية بذلنا ما في وسعنا من أجل الوصول إلى الأمن والاستقرار، وإذا كان هناك من بطل حقيقي يمكن أن يحصل على جائزة العام الماضي، فهو بحق المواطن المصري الأصيل، الذي تحمل العبء الأكبر في الدفاع عن حريته وكرامته، وسعى بكل قوة للتمسك بحقه وكسب عيشه بالحلال، وشارك بحماسة في انتخابات مجلسي الشعب والشورى ثم انتخابات الرئاسة كما شارك بقوة أيضا في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد.

وبفضل الله سبحانه وتعالى نجحنا كشعب في اجتياز أصعب المراحل رغم كل هذه الضغوط والعراقيل، التي حاول بعض المتآمرين، ولا يزالون، سواء في الداخل أو في الخارج، عرقلة مسيرتنا، وإيقاف انطلاقتنا، ومنع استقرارنا بأي ثمن.. نجحنا بفضل الله في الوصول إلى بر الأمان إلى حد كبير، بعد أن أنفقوا الأموال، وعقدوا الاجتماعات، وحاكوا المؤامرات، وتورطت في ذلك أجهزة ومؤسسات وقيادات، سوف تكشف عنها الأيام حتما، ولكن الله سبحانه حمى مصر، رغم شراسة الكيد.

لقد أدرك الشعب المصري بوضوح أن طريق النهضة والتقدم والازدهار ليس مفروشا بالورود والرياحين، وأن أمامنا جهد كبير وعمل شاق وصبر وتحمل ومعاناة، حتى ننطلق من جديد بالوطن الحبيب إلى مرحلة الأمن والاستقرار والبناء ثم التقدم والازدهار، وهو ما يحتاج منا جميعا إلى روح التعاون والتكاتف والتفاهم والتآلف، وتغليب المصلحة العليا للوطن على المصالح الخاصة للفرد أو للحزب، وأن نبحث جميعا عن نقاط الاتفاق، كي نبدأ سويا العمل والبذل والعطاء.      

وسوف تشهد الفترة المقبلة إجراء انتخابات مجلس النواب الجديد، وربما ننتهي منه بعون الله في شهر أبريل أو مايو القادمين، والفرصة  الآن متاحة أمام الأحزاب والتيارات الإسلامية والعلمانية ليقدموا للوطن أفضل المرشحين، وأنا متفائل بأن هذا المجلس الجديد سوف يعوض الغياب القسري للبرلمان السابق، الذي تم التآمر عليه وذبحه، بعد تشويه صورته أمام الرأي العام لحسابات سياسية، المهم سوف تكتمل السلطة التشريعية، لكي تتولى إنجاز القوانين المطلوبة في الدستور الجديد. 

لقد نجحنا في مواجهة تحدي الفوضى والفساد، وسوف ننجح بإذن الله في التحدي الأكبر، وهو العمل والبناء والعطاء وصناعة النهضة.