أما زلتَ حيّاً

رحمة يوسف النتشة

كلية الطب المخبري – جامعة القدس

 

 قد يكون قلبك ينبض ستين مرة في الدقيقة .. يضخ في جسدك الدم الذي وصل لأقصى درجات النقاء عنده محملاً بكل شيء ..

تتسابق خلاياك الحمراء منه تحمل الغذاء لأجزائك الجوعى ..

وتنقضّ البيضاء تلتهم ما قد يلتهمك .. أما الصغيرة الرقيقة تلك فترتق جراحات جلدك إن خُدش!

 أعصابك الحسية لازالت تلتقط الموجات الصوتية لتسمع والأضواء لترى الكون بألوانه.. أما جفناك فلا زالا ينسدلان على عينيك لحظة بعد الأخرى يزيحان ما قد يُدهش!

يداك .. قدماك.. أصابعك .. كل شيء لا زال يتحرك..

إذن .. أنت حيّ!

 ماذا لو..

 زاد نبض قلبك إلى ما فوق المئة ..

أو احتبس الدم في وجنتيك فجأة؟ 

 ماذا لو خانتك تلك البيضاء و التهمتك قبل كل شيء .. أو خذلتك الصغيرة وتركت جرحك ينزف وهي تسخر منك؟!

ماذا لو وصل إلى أذنيك صوت نبض بعيد ..

أو رأيت طيفاً من نور .. أو عالماً بلون واحد.. أو جفلت عيناك عاماً كاملاً؟!

ماذا لو أمسكت بخيال في رأسك .. أو مررت أصابعك بين النار ولم تحترق؟!

ماذا لو قفزت فوق البحر فانتفض كل الماء وأغرق الكون؟!

ماذا لو أصبت بالجنون وأنت حي؟!

أما زلت حيّاً؟! .. ربما!