من أنت يا شهرزاد؟!
هذا هو السؤال! فأين الإجابة؟
من أنت يا شهرزاد؟!
ردا على كل من سألني عنك، فأجبتهم
فراس حج محمد /فلسطين
هي جامعة لكل أنثى واقعية وخيالية تجلت في شهرزاد هذا العصر هي مني ومنها ومن أحلامها ومن أحلامي ورنة الشدو الجميل الساكن أعصابي هي امرأة حقيقية، هي عطر ورد خرج من أبهى العصور ليعانق روحي ويرسمني حلما جميلا في أوتار السماء، وهي تلحن أغاني القدر، هي كما قال ذلك المغني: في منتهى الرقة، في منتهى الذوق، حبيبتي في كل حاجة عجيبة!!
من أنت يا شهرزاد؟ أسئلة تنهال علي من الكثيرين، ما زال أصحابها شغوفين بمعرفتك، ألهذا الحد تعجز النصوص عن أن ترسم ملامحك كما هي شفافة وعنيفة وردية وأثيرية، قوية كسيف محارب أسطوري يتقن صناعة الأهوال في قلوب الخصوم!؟
الكل يا شهرزاد يرجو معرفتك، كثيرات تمنين أن يكنّ تلك المرأة التي صورتك فيها طيوف الكلمات على ما ادعى مطلقوها، كثيرات يا شهرزاد يحسدنك على ما أنت فيه من أناقة لغوية تخطر في بهو السطور المشتاقة لتكتب اسمك دون استعارات ومجازات، كثيرات يا شهرزاد تمنين بعنف الرجاء أن يكنّكِ تلك المرأة الطليقة الجامحة الهاربة التي لم أستطيع السيطرة على اتزانها!
لم يعرفوا أيتها القديسة الطاهرة أنك شبه الضوء السرمدي الذي أزاح ليل الظلام عن تباريح الكون، فسعدت به الأكوان وموجوداتها وبقيت وحدي غارقا في ظلام شكّي، متأرجحا بين اليقين وبين الضياع، أستعطف القدر أن يأتي بك كما ترغب الأقدار، وكما يهفو القلب أن يكون!!
هل طلَبَتِ اللغة شيئا مستحيلا؟ هل تحولت إلى نص في سفر العاشقين، وطلسم يستعصي على الحل، ولغز رياضي متعدد الزوايا والأشكال؟ هل كنت أسطورة يا شهرزاد أم مجرد جمال لغوي تشتاق الروح أناقته لتبوح به؟!!
من أنت يا شهرزاد؟ سؤال لا أستطيع له إجابة، اكتفيت ببعض وصف بأنك امرأة من المطلق، لا أستطيع أن أزيد حرفا واحدا، لأنني لا أستطيع التفسير، ومن منا يستطيع تفسير مفردات الغواية الكاملة السابحة في أفلاك الوحي المترامي شوقا وألما كجمرة لا تزيد إلا اشتعالا كل ثانيةٍ وفيض ذكريات ماجنة، لا تفارق القلب، فتسري به وكأنه العاصفة المحملة بكل ما يدمر قلبا رهيفا محكوما بالأمل وبعطر زهرة تفوح بأنتها، ولا أحد يستطيع لها مقاومة، إنك ليلة وضحاها، وقصيدة ولوحة تشكيلية بارعة خطها العصر على ألواح الزمان قبل أن أحاول اقتباسك لتكوني شكلا مبهما في نص على لوح إلكتروني مخادع!!
من أنت يا شهرزاد؟ سؤال بحجم العصور وبحجم أغنية لا تنتهي وبطول موجة بحر هادر لا يستقر بطقوسه مغازلا أحيانا ومحاربا أحيانا أخرى، من أنت يا شهرزاد؟ لعلني أعجز ما يكون عن التماهي بسحر الكهنة وأبسط من أن أتلو آية من أناجيل الجمال، فكيف لي أن أفسرك تفسيرا بنيويا أو تفكيكيا ضعيفا، وهل يبقى من البيان بيانا لو تم تفتيت الوصف إلى تعابير متشردة، موسومة بالعجز والقصور؟
يا سيدة في حضورها، ومالكة روحي بغيابها، لك الروح حتى ترضي، ولك الروح قبل الرضا، ولك الروح بعد الرضا، فما أجدرك بالتمنع والتخفي، وما أجدرني بمحاولة جمع نفسي المتناثرة في دمائك، لتظلي شاهدة على الحياة لكي تقول: أنا شهرزادك، وأنت من يقبع في سجوني، ولا تحلو لي الأوقات إلا وأنا أراك بي هائما متولها دائم الشوق والحنين!! فانعم بشقائي ما دمت لك سيدة، واخطر بكبرياء الألم ما دمت تعشقني أيها المجنون غير المتناهي في جنون انتظارك كي أكون حبيبتك الأبدية.
هذه هي شهرزاد. فهل عرفتم شيئا عنها؟ إن عرفتم شيئا أجيبوني، وارووا عطش الروح لمعرفة سرها، أما أنا فلم أستطع إلى الآن فكّ طلاسم فجرها المنساب بين أوقاتي ظلا يتتبعني كبعض سر أنثوي ملائكي ساحر جذاب!!