(عيوننا إليك ترحل كل يوم...)
(عيوننا إليك ترحل كل يوم...)
إبراهيم جوهر
يوم عادي هو يومي!
فيه كل الذي فيه؛ جلوس على الشرفة، تفكّر، نظرات تغطي الاتجاهات المتاحة، وأسئلة غير واضحة...باختصار ؛ حيرة، وإرهاق، وحزن طاغ .
بتّ متيقّنا من كوني أحد (ضحايا) الإعلام! وقتا، ونفسية، واكتئابا.
( من يشعل فتيل العلاج؟ من ينتبه للحالة الإنسانية المتحصلة؟)
قررت في الفجر ألّا أكتب. سأكتفي بما كان، وبما سيفهم على أنه كان...لكن حضور الهم الأدبي في حوار عابر سريع مع زميلتي (ربى) لا يرضى المرور عنه بعيدا بلا اهتمام.
الحديث ذو شجون، قول انطبق على الحوار ؛ تطرقت إلى الادعاء الأدبي!
( هناك ظاهرة الادعاء الأكاديمي باللقب! والادعاء الوطني! والادعاء بكل ما من شأنه جلب الشهرة! ولو على"خازوق"!)
هناك من أصدر روايات ولا يجيد كتابة سطرين وتوليف جملتين!!
وهناك من (كتب) في النقد الأدبي وهو لا يجيد قراءة ما كتبه!! ولا يدري له معنى!!
نحن مجتمع (الشبهية) ! لكن أن تصل الشبهية إلى مناحي الحياة جميعها، وإلى الإبداع فهنا المأساة. الادب لغة الصدق. الأدب وطن الكرامة والشفافية.
لا تلوّثوه! لا تسمحوا لأدعياء الشهرة بالمزيد من التخريب!!
اتصلت ظهرا بصديقي الكاتب (نافذ الرفاعي) لأبلغه بموعد نقاش روايته الأخيرة في ندوتنا الأسبوعية. جاءتني رنة الهاتف بموسيقى وكلمات (فيروز) : عيوننا إليك ترحل كل يوم...
(نافذ) سيتدبر أمر التصريح ليدخل من بيت لحم إلى القدس لحضور نقاش روايته...
عيوننا ترحل...
من يشفي الضحايا من تباريح الألم؟
من يسمع الصوت؟
ليت الفتى حجر...
ضباب أبيض بلون الموت تكاثف وانتشر واستقر مع ظهر اليوم. الضباب باق مقيم.
على الأرض الضباب وفي الناس الضياع!