نوافذ الصباح
إبراهيم جوهر
الغيوم المتراكمة على بوابة الصباح أدخلتني في أجوائها الرمادية الغامضة .
غموض هو الحال إذا.
بعد النداء الكسير (يا أهل البلد) لم أجد ما أضيفه! قلت : سأستريح قليلا . سأعطي لغتي حقها من الهدوء ؛ لقد أتعبتها بسوداويتي ، وهموم ناسي... لتسترح لغتي من جنون واقعي .
الغيوم الصباحية التي تحركت قليلا غيرت الموقف ! نوافذ الأمل والجمال المطلة على الفضاء تظل مشرعة وإن خلتها قد أغلقت .
سأقوم بصحبة عدد من الزملاء بمهمة إصلاح في الجدار النفسي !! يعلو جدار بيننا أحيانا بسبب خيبتنا ، وعجزنا ، وأنانيتنا . نحن من نعلي الجدر ، والجدر دائما تقزّمنا !
التقاتل على غبار جناح البعوضة يقودنا إلى تصديع جدارنا الإنساني البيني .الأنانية دائما أسّ البلاء.
دعوها فإنها منتنة.
الأكاديميون في بلادنا - إلا من آمن بدوره الحقيقي - ينأون بأنفسهم عن الأنشطة الثقافية في مجتمعهم ؛ فلا المجتمع يستفيد من خبراتهم ، ولا هم يستفيدون عمقا في معرفة مجتمعهم .
يرتاحون في أبراجهم الوهمية في زمن تتحطم فيه الأبراج .
تلك الطفلة ، ابنة الصف الرابع الابتدائي أيام دراستي الجامعية، اليوم أضحت إحدى الأكاديميات المرموقات في قدسنا ووطننا . لم تتعال يوما عن حضور ندوتنا الأسبوعية ؛ تصغي وتناقش وتوجه.
اليوم أنجزت تقديمها للجزء الثاني من اليوميات المقدسية. (حين حزن الاقحوان) الآن مقدمته جاهزة بقلم الدكتورة (إسراء أبو عياش).
نوافذ الفرح تفتح أخيرا في جدار العزلة .
الغيوم لن تواصل بقاءها في الأفق.
وحده الجدار النفسي الأناني يعيق تواصل المحبة والعطاء.