تشيرز !! تشيرز!!
إبراهيم جوهر - القدس
"كأس على مقبرة الشهداء" ؛ عنوان رسم كاريكاتوري تختزنه ذاكرتي منذ ثلاثين عاما .
وجدت الرسم حينها في إحدى المجلات وأعدت نشره في الملحق الثقافي للصحيفة الأسبوعية التي كنت أعمل فيها .
كأس على مقبرة الشهداء ؛ حضر اليوم ! لماذا ؟ كيف ؟ من استدعاه ؟ لست أدري .
أو ربما أدري!!
هل لظلال الأنباء التي صفعت صباحي دور في هذا الحضور المفاجئ للرسم ؟!!؛
(حفلات يهودية شبه يومية في محيط الأقصى والبلدة القديمة.
95 عاما على وعد بلفور المشؤوم.
هدم منزل مواطن مقدسي للمرة السادسة.
يديعوت أحرونوت : إسرائيل هي التي اغتالت "أبو جهاد".
مواطن مقدسي يهدم منزله بنفسه في بيت صفافا .
في التقرير الشهري لمركز معلومات الجدار : 119 اعتداء للقوات الاسرائيلية والمستوطنين – المشاريع الاستيطانية تصل إلى 12 ألف وحدة – المستوطنون يقطعون 757 شجرة زيتون .
الأردن يدين إعلان إسرائيل نيتها إقامة أكاديمية عسكرية في جبل الزيتون بالقدس )
... ما العلاقة بين أنباء الحزن الأسود وكأس مقبرة الشهداء ؟
إنه صباح الجمعة الهادئ هذا النهار . صباح مجلبب بالغيوم ، ونسمات الهواء ، والغموض . أحاول فكّ رموزه التي استحالت طلاسم فيخيب مسعاي ، وأكتفي بالمحاولة.
(غامرت) عند الثامنة والنصف وقدت السيارة إلى بيت لحم. الطرقات شبه نائمة، والحواجز جنودها ملّوا المهمة، فلم أتأخر عن موعد برنامج (صباح الخير يا قدس) .
صباح الخير!؟ أهو خير حقيقي ؟
أمس رجاني صديقي (محمد الفران) لكي لا أطفئ شمعة النور لأن الخير باق في الناس حتى يوم القيامة . وأرسل الكاتب ( باسم النبريص) ردا من برشلونة يحيي اليوميات ويومية ( الكلاب واللغة وأشياء أخرى) وفعل مثلهما آخرون ...
ها أنا قد أتيت ب(كأس ) للمسرة على مقبرة الشهداء !!
فاعذروني أيها الأصدقاء ...
لا زيت في القدس ، تشيرز .
لا بواكي للقدس ، تشيرز.
يا وحدها ، تشيرز.
تشيرز في يوم الجمعة ، وأمام الشهداء ، وأمام القدس...(فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا).
مساء أذهب للتعزية بزميلي الذي توفي ودفن عند العاشرة والنصف ليلا . لم الانتظار حتى الصباح؟ (إكرام الميت دفنه) .
حسنا فعل ذووه ، فإكرام الميت دفنه.