هديتان والعيد واحد
إبراهيم جوهر - القدس
هديتان وعيد واحد ؛
سيكون يوم 18 /12 من كل عام يوما للّغة العربية . العربية أخيرا تنتصر ! العربية التي ضعفت حين ضعف أبناؤها تعود من بوابة (اليونيسكو) .
يوم للغة العربية بإقرار اليونيسكو !
الثامن عشر من شهر كانون الأول يوم للّغة العربية .
فرحت للنبأ الذي نقلته وكالات الأنباء . سألت عن البرامج التي يجب أن تعقب النبأ.
ستقوم مهمات وأنشطة أمام أولئك الذين اعتادوا القعود ورفع شعار العجز (ليس بالإمكان أفضل مما كان) .
وأخيرا ، ستجد اللغة الحزينة يوما (تفرح) فيه ! ويلعب أبناؤها بين حروفها في ساعاته !
شكرا لليونيسكو التي استجابت أخيرا . شكرا !!
ماذا يرتّب هذا اليوم على أبناء اللغة وعشاقها ؟
ما الخطط والبرامج الواجب تنفيذها لنشر اللغة بجمالها وقداستها ؟
ما دور المدارس ؟ والجامعات ؟ والنوادي ؟
كيف يستغل هذا اليوم ليكون احتفالا دائما باللغة ؟
في ظني أن وسائل الإعلام ستبادر لرفع مستوى لغة مراسليها ومقدمي برامجها . والمدارس ستمنع معلميها من التحدث بغير اللغة الفصيحة (على الأقل في هذا اليوم) وكذا الجامعات والمؤسسات الثقافية الصادقة البعيدة عن الشعارات وأنشطة رفع العتب ...
يوم ؟ يوم واحد ؟!!
لا بأس . المهم أنه جاء . المهم أن يكون حاضرا في معناه ، وروحه ، وتداعياته .... ليكن يوما تعلّق فيه الأجراس ، لتتواصل الفعاليات الهادفة , ولتبدأ التحضيرات منذ اليوم . سيكون العام بأيامه عاما يعيد للغة الضعفاء الباحثين عن مجدهم بعيدا عن أحضان أمهاتهم جزءا من كرامة أضاعوها !
يوم الوقفة ( الوقفة تسبق يوم العيد . الوقفة وقفة جبل عرفة . الوقفة وقفة بمعنى من المعاني ؛ وقفة للمراجعة ! وللتحضير ! وللنظر إلى القادم ...والقادم الأقرب اليوم التالي ، يوم غد ...)
في يوم الوقفة تتوقف الحياة ! تتواصل عمليات التنظيف والكيّ والشراء . حياة أخرى . الحياة الروتينية المعتادة تتوقف يوم الوقفة .
للجبل مهابة . للجبل دائما مكانة وحماية ومهابة . حين ينزل القوم عن (الجبل) تضيع الأحلام وتسود الأنانية القاتلة . الجبل دائما يعصم .
منذ النزول الأول عن الجبل يوم (أحد) والدرس تغيب رسائله .
اليوم استمرت أعراض غامضة للرشح والانفلونزا معي منذ تلك الإبرة اللعينة ذات المصل المضاد !
المصل المغشوش ! هذا الذي أدخلته إلى جسمي ووقفت أسترقّ دبيب الآلام التي تتبعه ....حرارة مرتفعة ، وعطاس ، وآلام بسيطة في المفاصل وأسفل الظهر ؛ هي أعراض الانفلونزا ذاتها التي لم تستجب للمصل المضاد .
مساء اليوم اتصل بي الكاتب المبدع (محمود شقير ) لينبئني بإنهائه كتابة التقديم ليوميات (اقحوانة الروح) التي اقترح أن تكون كتابا على شكل سلسلة من الأجزاء لكي لا تثقل على القارئ .
هي (هدية العيد) يا أبا خالد في انتظار العيد - العيد ...حيث الفرح والروح التي تنمو في أرض بستانها .
هديتان هما ؛ يوم اللغة العربية في الثامن عشر من كانون الأول كل عام ، وتقديم (اقحوانة الروح – يوميات مقدسية) بقلم (محمود شقير) .
غدا يوم النحر ؛ عيد الأضحى .
غدا يوم جديد .