التعليم في السودان... الجرح الغائر...
التعليم في السودان... الجرح الغائر...
بين الأمس واليوم ! ! !
توثيقي لذاك الزمن الجميل السوداني
سليمان عبد الله حمد
مواصلة لما بدأته عن أهمية التعليم سوف أتناول في هذه الوقفة عن التعليم قديما وحديثا ، ولزاما علينا أن نقف في هذا المحك حيث تتفاوت مقاييس التقدم والتدهور بين الأمس واليوم أو قديما وحديثا ، فإنه ليس عدلا أن نظلم ذاك الزمن أو تلك الحقبة الزمنية التي ولت وإندثرت بغبار التاريخ ونأتي ونمجد هذا الزمن ، ومع ذلك نجد كثيرا من الناس يجمعون أنهم عاشوا أياما زاهرة حلوة لا يجدونها الآن ويعتقدون أنها لا تعود أو لا تتكرر ، وفي المقابل نجد جيل هذا الزمان يعتقد أنه يعيش أزهي أيام العمر والحياة لما تضمنته حياتهم من وسائل ترفيهية وشبكة عنكبوتية وإتصالات الجيل الثالث وهذا لم يكن معهودا في العهد السابق ، والحقيقة أن الأجيال متعاقبة وأن كل جيل لابد أن يتصف بالنقص لكي يكمل هذا النقص الجيل الذي يليه . . . وهكذا يكون الحال مع تطور الحياة بوسائل التكنولوجيا والتقنية والمعلوماتية ، ومع بزوغ فجر جديد علم جديد !!!؟ ...
ويمكن القول بأن التعليم في السودان قديما أهتم بالآتي :
1. مفهوم الكيف لا الكم ، وهذا عكس ما أوليناه إهتمامنا اليوم (الكم لا الكيف) ، لذلك نري الذين تمدرسوا قديما أفضل معرفيا وعلميا من جيل اليوم ، فنجد طالب الأولية (قديما) مثقف ومتعلم أفضل من طالب الجامعة اليوم ناهيك عن الثانوي (حديثا) ...
2. الدعم الاجتماعي والنفسي ، ويحكي أن من واصل تعليمه يحظي بمكانة اجتماعية وقبول اجتماعي ، حيث يجمع المجتمع عليه ويؤخذ برأيه ، ولك أن تري هل هذه القيم موجودة الآن ؟؟؟
معالجات المسار التعليمي :
1. ربما تكون هناك معالجات يشهدها أرض الواقع التعليمي في السودان وربما أن تلك المعالجات لم ترى النور لأن من يقومون بها ليسوا من الصفوة ...
2. وهناك وجهه نظر فريق آخر يرى أن السودنة في ذاك الزمان لم تفكر فيما يؤول إليه أمر التعليم لوجود تنافس محموم على الجلوس على كرسي السلطة ، وكان الحل في نظر هؤلاء أن ينأ مسار التعليم بعيداً عن خطى نسق ( كلية غردون التذكارية ) لأنه يشمل كافة المجالات التعليمية ...
3. فريق يرى تعريف المنهاج الجامعية الثانوية بعيد عن النظام الإنجليزي الذى كان سائداً في عهد ما قبل السودنه ... كانت معاول هدم لسيرة الجامعات والمعاهد العليا السودانية !!!
4. فريق يري أن الإخفاق في المسار التعليمي مرده لسياسات عهدي عبود ونميري الذي داعي إلى ما يسمي بالسلم التعليمي ... كانت معول هدم في مسار التعليم السوداني .
5. فريق آخر يرى أن الإخفاق مرده إلى أن الجامعات والكليات والمعاهد العليا ( الحكومية أو الأهلية ) لم تكن مؤهلة اصلاً من ناحية تقويم المنهج أو قله الأستاذه أو هناك تخصصات لم يكن فيها أستاذة مؤهلين أو أن المختبرات غير متوفرة أو أن المختبرات أصلا غير موجودة أو أن تلك المباني المتهالكة ليست مؤهلة للاستيعاب هذا الكم الهائل من الطلاب والطالبات ...
6. وفريق يرى أن القضية تكمن أصلا من مسار التعليم الجامعي الأهلي الخاص من منظومة أن يهدف أصلاً للربح المادي دون النظر إلى تجويد المستوي التعليمي للطالب أو الطالبة ألجامعية
7 ـ وهناك فريق يرى أن التعريب الذي جاءت به المنظومة المتحررة من قيود الماضي القريب هي من أحدي الأسباب التي أدت إلى تراجع التعليم في السودان على وجه الخصوص ... !!! فهلا نظرت معي إلى ترتيب الجامعات العالمي إين نحن من جامعات لم نسمع عنها وقتها ... فمن أول السلم في الترتيب (الأولي ـ جامعة الخرطوم ثم جامعة ماكيرري بكينا ) إلى أخر الجامعات في التصنيف الأخير للجامعات العالمية ... فأنت المهتمين من أصحاب الشهادات العليا ومن هم في الجانب الحكومي الرسمي أو الأهلي ... أم ان القضية صارت بأن له القدرة المادية إلى طرد أبنائه خارج الوطن الجريج إلى دول العالم المتقدم ... فهلا من يسمع ويجيب ... !!!
عتقد جازما بأن مسيرة التعليم في السودان تحتاج إلى كثير من الوقفات والمعالجات الجادة والمتحررة من كل اتجاهات ثقافية أو فكرية أو سياسية هدفها إصلاح ما يمكن إصلاحه من أجل أن تعود سيرة التعليم السوداني إلى سابق عهدها ... فهل أنت معي...