بأي حال عدت يا عيد
بأي حال عدت يا عيد
غرناطة عبد الله الطنطاوي
عدت يا عيد والجراح تغزو جسد الأمة الإسلامية..
عدت يا عيد والأطفال يُذبحون من الوريد إلى الوريد
عدت يا عيد والنساء تستصرخ واسلاماه..
عدت يا عيد والعجوز تبكي فلذات أكبادها
عدت يا عيد والأمهات تدفن الغوالي والدمع على الخد جاري
عدت يا عيد والشباب قد هجروا المدارس والجامعات إلى ساحات الوغى
عدت يا عيد والألم يعصر قلوب المسلمين على حال إخوتهم الذين يُذبحون لأنهم طلبوا العيش بحرية وكرامة تليق بإنسانيتهم المهدرة على يد شرذمة حاقدة على كل ما هو إنساني إسلامي، موغلة بأحقادها الدفينة منذ عصور خلت.
هذه الشرذمة أبت إلا أن تقضي على كل ما هو حضاري مشرف، فقضت على كل معالم الحضارة
فقضت على أقدم عاصمة في التاريخ
وقضت على أقدم قلاع العالم
وقضت على أكبر وأقدم المساجد
وقضت على منابر العلم من مدارس وجامعات ومعاهد ومشافي ومراكز فنية وثقافية وعلمية
وقضت على فنانين أحبهم العالم العربي وأحبوه
وقضت على صحافة وصحفيين بعد أن صادرت حرياتهم من زمن بعيد
عدت يا عيد وقد بُعث التتار من جديد
يأكلون الأخضر واليابس تحت غطاء دولي مشين،
وسكوت عربي مقيت
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند