كلنا نسأل إلى متى؟؟؟!!
هنادي نصر الله
فقدتْ كل شيء إلا " الاحتجاج" هو وسيلتُها لتسمع" الدنيا" مطالبها العادلة؛ تسمعُ عن حِراكٍ هنا، وآخر هناك، ترتدي ثوبها الممزق؛ وتُغطي رأسها" بشاشٍ" أبيض؛ وتُتمتم في سِرها" الحمد لله الذي أبقى لي ثيابي هذه لأخرجَ فيها وأحتج"؛ فولاها لما سمعتْ " الأمم المتحدة" نداءاتي، ولما عرفتْ بمدى" حرماني"..!
تُقابلني بحالِها السيء؛ ثم تسألني قبل أن أسألها عن "احتجاجها" " متى يدخلُ الأسمنت"؟؟ وإلى متى ستبقى مدرسة الإيواء لنا " بيت"؟؟
ثم تشرحُ مطالبها، وتقول سنبقى نحتجْ، ونهتفُ ونرددُ الشعارات، حتى لو بُح الصوتْ، واختفى؛ لن نختفيَ من هنا؛ سنبقى " نُزعج" من يجلسون هنا، تقصدُ " الموظفين في مقر الأمم المتحدة" حيثُ تعتصم وهي وغيرها من النازحات.
قلتُ لها: لكن الجالسين هنا؛ مثلنا؛ لا يحلون ولا يربطون.
قالت: أريدُ أن أقتحمَ جلوسهم؛ وأخبرهم بمطالبي..
قلتُ: لن يسمحوا لكِ؛ فينهم وبينكِ " بوابة" لن تُفتحْ إلا لدخول أو خروج سيارةٍ دولية" أنتِ ستبقين في الخارجِ " تحتجين" محظوظةٌ اليوم فهناكَ شمسٌ دافئة؛ تكسبينَ القليل من الدفء؛ ثم تعودين إلى " غرفتك" في مدرسة الإيواء؛ لتعاني من البرودة من جديد؛ ولا أقسى من قلب العالم البارد في التعاملِ معكِ سيدتي..
قالت: إننا في المدرسة بلا حقوق؛ فعندما أريدُ " الإستحمام" أذهب إلى بيتِ شقيقتي في مخيم الشاطئ للاجئين؛ لم أُعدْ قادرة على ممارسة حياتي اليومية " بحرية"؛ وكلُ " تفاصيلي" الشخصية مُصادرة لأن " المدرسة" لا تُعطيني غطاءً لأن أعيشَ كأمٍ وزوجة ومربية؛ بالكادِ تسترني" كإنسانة" بالكادِ " تحمي" شرفي وعرضي"..فهل غرفةٌ في مدرسة تسترُ يا بُنية؟؟
خبريني يا بُنية.. كيفَ لأمٍ أن تستوعبَ ما جرى لها؟ وأن تتأقلم مع حياة التشرد، وأن تبقى طويلاً بلا مأوى" كيفَ لأمٍ تعيشُ وأبناؤها تحت رحمة" معونات" الأونروا؛ التي تُطعمنا" معلبات التونة" وطبق العدس والمجدرة" آلا تتذمر ؟؟
رضيْنا يا بنية بكلِ شيءٍ؛ لكن إلى متى؟أخشى ما أخشاه أن نبقى طوال عمرنا في " المدرسة" ويبقى " الإعلام" يُصورنا، ونبقى " نحتج" عند الأمم المتحدة، والكلُ ينظرُ إلينا ويبخلُ حتى في إبداء " الشفقة" علينا...
إلى متى يا بُنية...
قلتُ : صدقًا إلى متى؟؟
ثم ودعتُها وقلبي يغلي ألمًا وقهرًا..