لا تنسيق لا حصاد
إبراهيم جوهر - القدس
وصل الحصان النهر لكنه لا يريد أن يشرب !
الأحصنة تجمّعت لكنها ليست قادرة على الشرب ؛ بعضها لا يريد ! وبعضها الآخر لا يمكنه الشرب رغم رغبته فيه !
كيف لي أن أقنع (حصانا) بالشرب ؟!!
شرفتي تكشف الأفق المضبب ، وعيني تزيد الضباب . تلتبس الرؤية ، وتختلط الأمور . الشمس لا تتأخر عن ميعادها ، لكنها لم تظهر قبل الثامنة صباحا ؛ الضباب حجبها . شعرت بخسارة الفقد .
صعب هو تجريب معنى الخسارة والفقد .
(غنّيت مكة أهلها الصيدا ، والعيد يملأ أضلعي عيدا) سعيد عقل في رائعته الدالية يرسم أفق الجمال ، والتسامح ، ويتوحد مع المحتفلين بموسم الحج والعيد . يخاطب قارئ القرآن ليصلي لهم ، ويرى الأنوار تتلألأ في البيوت تحت كل سماء .
فيروز لا تختار كلمات أغانيها عبثا .
فيروز ستبتسم حين تعود إلى بيتها في الناصرة .
الجو البهيج بتراقص الصور والمشاعر والجمال المنطلق إلى عنان السماء لم يجد كثيرا من الشاربين هذا النهار !
(ومن يكن ذا فم مرّ مريض ، يجد به مرا الماء الزلالا)
" أهم صادرات الوطن العربي ؛ الكذب" !
ظل صديقي عاشق التاريخ ( مصطفى عثمان) يردد منتقدا . اليوم استحضرها المثقف العنيد ( أيمن جبارة) وهو يستعرض تصديق الآخرين خارج دائرة ثقافة الشرق ما يقال لهم .
أذهب مساء برفقة الكاتب (جميل السلحوت) إلى رام الله . موعد الاحتفال ب(القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية) يقترب . الاجتماعات تتوالى ، والمخططات تعرض وتناقش .
القدس صورة بهاء وأصالة لا نشاط يفيها قدرها .
(كتبت هذا قبل الثالثة عصرا . هيّأت نفسي للذهاب إلى رام الله مدفوعا بعشق القدس وإعلاء صورة ثقافتها ، وصورتها الثقافية ، قبل إلغاء الموعد المخطط له !)
القدس تنتظر ، لا بأس . ألم تنتظر قبلا ؟!
القدس أنشطتها الثقافية – على قلّتها - لا تراعي التنسيق بينها ! الحال القائم لا يسر صديقا .
افتتاح (مركز إسعاف النشاشيبي) سيكون يوم الخميس .
ضاقت الأيام جميعها !
الخميس موعدنا الثابت في لقائنا الأسبوعي منذ اثنين وعشرين عاما . ألا يوجد في الأسبوع متسع لغير الخميس ؟ والتوقيت نفسه (الخامسة مساء) ؟!!!
في غياب التنسيق تضيع الجهود ، وتتبعثر . نحتاج هيئة عمل ثقافي في القدس ؛ تخطط ، وتنسق .