لا تيأسوا من روح الله
لا تيأسوا من روح الله
إبراهيم جوهر - القدس
يوم عطلة مجانية !
يوم يلعب فيه الفتيان كما يحلو لهم في الشوارع القريبة من المستوطنات(الآمنة)! . يوم للدراجات الهوائية وهي مطمئنة لعدم وجود سيارات تزاحمها ... مداخل الشوارع أغلقت منذ بعد ظهر يوم أمس بكتل اسمنتية ضخمة وحواجز شرطية ؛ لا حركة سيارات ، لا عبور إلى المناطق التي تشهد صوما وأدعية للغفران .
( قبل تسعة وثلاثين عاما ، في مثل هذا اليوم ، كان العبور المظفر لقناة السويس ، وتحطيم أسطورة خط بارليف . الأيام تمضي تاركة ذكرياتها . الناس يتغيرون ، والأهداف تبهت ، والنوايا تتغير )
برنامجنا اليومي يرتبط ببرنامج الآخر . كذا اقتصادنا ، وسبل تسيير يومنا . لا استقلال ذاتيا لنا في بلادنا .
"من خيرات بلادنا" . هذا التمر من خير بلادي ، قال البائع العجوز في سوق خان الزيت مفتخرا .
هل (خير بلادي) يرتبط بمدير المزرعة المشرف ؟ أم بالأرض وهويتها ؟
التاجر ذكّر بآية في سورة يوسف ( ولا تيأسوا من روح الله) ؛ هي أرضنا ، هي بلادنا ، قال .
يحكي بثقة ، بلا يأس . إنه واثق مما يقول ؛ لا تيأسوا من روح الله ؛ هي (بلادنا) وإن لبست ثوبا غير ثوبها .
كان الحديث يدور عن مزارع التمور في بيسان . هو يقول ( لا تيأسوا من روح الله) ويستحضر ثقة (يعقوب) في عودة ( يوسف) طالبا من بنيه أن يذهبوا فيتحسسوا أنباءه .
(لقد رموه في الجب ! ولم ييأس من رجوعه . من أين تأتي الثقة إلى الروح؟!)
بعد جلستي الصباحية مع الشمس ، والدالية ، والأفق تابعت قراءة (نوافذ) صديقي الشاعر (رفعت زيتون) التي ستفتح غدا الخميس في المسرح الوطني الفلسطيني – الحكواتي ، وكتبت مراجعة استعراضية لجديد النوافذ وأسلوبها .
نوافذ الفرح ما زالت تنتظر من يفتحها . ( لا تيأسوا من روح الله) . يومنا يرسمه برنامج آخر .
متى يعود يوسف ؟؟