ماذا أعددنا ؟
إبراهيم جوهر - القدس
(براءة) بلغة الغضب الإلهي كانت رفيقتي في وقت السحر .
بعد الانتهاء من يومية أمس ونشرها سألتني (صديقة) فيسبوكية : هل أنت كاتب أم هاو للكتابة ؟!
استهجنت السؤال لكني أجبتها : اقرئي واحكمي ...اختاري التوصيف المناسب .
( في لقاءاتنا الأسبوعية أقف على بعض المعجبين بذواتهم حد الانتفاخ الورمي ... هناك من يعرّف نفسه بقوله : أنا فنان كبير ..أو أنا كاتب كبير ...)
باتت الألقاب والتصنيفات تهمنا أكثر مما نقدّم ! بتنا نرضى بالقليل والأقل تحت مسميات خادعة ! وأضحت (الدال) اللعينة مطلبا شكليا يرضي انتفاخنا الورمي !!
قرأت ما كتبه (رئاس) من وداع مغمور بحنين لليالي اربد وجامعة العلوم والتكنولوجيا . (رئاس) يحزم أمتعته هذه اللحظات ويهمّ بمغادرة ذكريات سنوات ست ... كيف انقضت بهذه السرعة ؟!!
( حين غادرنا صباح ذاك اليوم قبل ست سنوات كنت منفعلا لم أجد كلمات أقولها في ذاك الصباح المعبأ بالعاطفة وخوف التجربة الاغترابية الأولى . بحثت عن كلمات تناسب لحظة الفراق الأولى فلم أجد . عشت عاطفة الأب العاطفي أنا الذي كنت أظن أنني أشد وأقسى !! )
للعمر قوانينه ومعطياته ! ليت الشباب ....
في صلاة التراويح هذه الليلة انتقد المتحدث مسلسل (عمر بن الخطاب) بشدة .
لم أتابع المسلسل المعني بالنقد . أحد الحاضرين أوضح للمتحدث أن (الأزهر) منع عرض المسلسل . المتحدث قال : نعم ، الأزهر منع لكن "القرضاوي" أجاز ...
الخلاف بين المسلمين لا يقتصر على السنّة والشيعة! الخلاف يتعمق ، والحقيقة وحيدة ، بعيدة ...
قرأت سحرا (سورة براءة) و(هود) و(يوسف) . وقفت على لغة الغضب الإلهي في (براءة) التي خلت من البسملة .
(أشعر بالحاجة للصراخ ،والغضب، والتمركز حول مبدأ لا حيدة عنه ...)
(يوسف) في القصة القرآنية الجميلة أسس للقصة القصيرة الفنية قبل (غوغول)!! الدارسون لأدبنا الحديث يقولون : إن القصة الحديثة خرجت من "معطف" غوغول ... أنا خالفت الرأي وقررت أمام طالباتي في "كلية هند الحسيني" قبل التآمر السخيف على وظيفتي (!!) أن القصة الحديثة خرجت من جبّ يوسف .)
نحب في بلادنا البضاعة الأجنبية ! لا نقيم وزنا لمقدراتنا ! لا نحترم قدراتنا .
اليوم استمتعت بلغة الغضب في (براءة) . ( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ...) ، صدق الله العظيم .