فلسطين .. تعبت الكلمات
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
فلسطين رواية جميلة خطها كاتب بارع لكنه ضاع في تفصيلاتها الكثيره فلم يستطع حتى الان ان يكتب الفصل الاخير من الرواية ، وان يخط النهاية ، و أيا كانت النهاية سواء جميلة ام حزينة فهي نهاية وتعني بداية لروايه جديده .
فلسطين قد ارتضاها البعض أن تكون جارية يبيعها على قارعة الطريق لمن يدفع أكثر ، ليعود وقد اتخمت جيوبه بالمال والنقود لكن روحه قد فرغت من الكرامة والعزة .
او قد تكون فلسطين حكاية بطوله تقصها الجدات على الأطفال قبل النوم ، ترسم فيه الجدات حكايات جزء منها من الخيال وجزء من الواقع الذي نحياه ، و ويل لوطن يكثر فيه الأبطال و تقل فيه البطولة.
فلسطين وطن مصلوب على أعواد الاحتلال ، يدق جسده بالحصار والجوع والانقسام ، ويزرع في كل شبر من جسده مستوطنة تسرى كالداء ، وأبناء هذا الوطن يختلفون على لون دمهم ، وأيهم أحق بهذا الدم .. وأيهم أحق بدفن هذا الجسد المصلوب.!!!
فلسطين سجن يملك المحتل مفاتيح بابه ، وكل ابناء فلسطين داخل هذا السجن ، منهم من بنى وطنا وهميا ومنهم من صاغ مجدا زائفا ومنهم من صاغ وطنية على مقاسه ، لكنهم جميعا نسو أنهم في سجن ومفتاحه ليس معهم ...
فلسطين دمعة ام ، قطرة دم لشهيد ، زفرة قهر لأسير ، وجح جرح لجريح ، لكنها لحظة انكسار توقف عندها الزمان ولم يتحرك ، وكم من فلسطيني لم تقتله الحروب بل قتله الانكسار !!
فلسطين خيمة لاجيء هجر المكان لكن بقيت طقوس الوطن تطاره ، قالوا له لن يطول انتظارك ، لكن الاحفاد الان لازالوا ينتظرون الوعد ، صدأ المفتاح لكن القلوب المؤمنه بالعوده لم تصدأ ..
فلسطين.. تعبت كل الكلمات ... لكن هل تعبت الارواح !!!