شاشة وكتابة وتبولة

إبراهيم جوهر - القدس

بحر من ( الأخضر ) بدأت به يومي .

البقدونس بلونه ، وعبقه ، ومنظره احتل ساحتي اليوم ، ثم تلاه النعناع .

التحضيرات المتواصلة لتحضير ( التبولة ) ؛ حركة السكين الخشن ثم الحاد وهي تعلو وتنزل ، وصوت الفرم ...غطت على تركيزي في صندوق التغريد المفتوح لطيور الصباح التي تزورني محيية ، أو مطمئنة ، أو عابرة سبيل .

أمس أفلحت بشراء العدد المطلوب من إضمامات البقدونس والنعناع لوازم ( التبولة ) لعدد من المدعوات قد يزيد عن المائة .

القاعة تم حجزها في بيت لحم ، وها هي حركة إعداد التضييفات متواصلة ؛ هنا التبولة ، ثم أقراص الجبن والزعتر والكبة ، وهناك في منازل القريبات حركة مماثلة . فغدا يوم خاص !

يوم ميلاد آية ( 25 حزيران 1990 م.) ويوم الجمعة ( 29 حزيران الحالي يوم تخرجها ) وقبل أسبوعين يوم تخرج ( رئاس ) ؛ ثلاث مناسبات مفرحة ستحتفل بها الصبايا والصديقات والزميلات في يوم واحد .

للبقدونس عبق مميز ، وللنعناع مثله . أن تجهز ضيافتك لمدعويك بنفسك أفضل ، لكن لا بد من الاستعانة بالفرن ليعد أقراص ( السفيحة الأرمنية ) !

أرسلت زميلتي ( حنان أبو دلو ) قصيدة ( نزار قباني ) ونشرتها على صفحتي الخاصة في الموقع تحثني على مواصلة كتابة اليوميات ، وهي تفترض بأنني سأتوقف بقرار خاص :

( ...لماذا أكتب ؟؟ ؛

أكتب ، كي أفجّر الأشياء ، والكتابة انفجار .

أكتب ، كي ينتصر الضوء على العتمة ،

والقصيدة انتصار .

كي تقرأني سنابل القمح

وكي تقرأني الأشجار .

.......

.......

أكتب كي أنقذ من أحبها

كي أجعلها أيقونة

كي أجعلها سحابة . )

لا أقدر من ( نزار ) على الرسم بالكلمات ، والعزف على أوتار الروح ، والمعاني . أعجبني ( الضمير ) في قوله ( من أحبها ) فهو يعود إلى من تختارها ؛ بشرا ، أم مدينة ، ابنة ، أم زوجة ، أم ما شاء لك الاختيار والهوى ...

أميل أحيانا للتوضيح بالرسم على شكل دوائر ؛ دائرت(ها) الأولى الذات ، ثم المدينة ، ثم الوطن القريب ، ثم الوطن الأقرب ، ثم الكون بأسره ...

شكرت زميلتي الواعدة بالمزيد من الرسم ( أم لؤي) لاختيارها وتذكيرها : ( هو الذي رسم بالكلمات ، وبالغيوم ، وبالبنفسج ؛ نزار . أشكر جمال اختيارك وتذكيرك بكلمات شاعر الجمال والأحلام والحياة والمستقبل . )

إلى بيت لحم التي تسحرني بهدوئها وبراءتها ذهبت ضحى . اتفقت مع مالك القاعة ، ورسمنا ( !!) ترتيب المائدة ، ومكان الاحتفال ، وطلبنا شاشة لتعرض عليها بعض الصور واللقطات . القاعة غير معتادة على مثل هذا الطلب ( شاشة عرض ...؟؟!!!) حفلات الأعراس المعتادة لا تتطلب شاشات .

شاشات عرض حفلات الأعراس عندنا هي ( العيون ) و ( الألسن ) !

لا بد من نافذة للفرح في جدار الحزن .

لا بد من فرصة تشعر بمعنى الحياة .

( دائما : اللهم أعطنا خير هذا الفرح ! وخير الابتسام ! وخير الضحك ! )