الرسميات في غير مكانها
وخزة ضمير (27)
الرسميات في غير مكانها
فراس حج محمد /فلسطين
بقدر ما تشعرني بعض الألقاب بالألم، إلا أنها تشعرني بالسخرية المريرة، لأنها في غير مكانها اللائق بها، فبقدرة قادر، وبدون تفكير، تتحول إلى شخص جديد بألقاب جديدة علمية ورسمية ومهنية، وتتلاشى ألقابك الأخرى الودية الوجدانية، فيطالبونك بأن ترتقي إلى مستوى الحدث، والحديث.
فكم هو قاسٍ، وقاس جدا أن تصبح أستاذا وزميلا بعد أن كنت صديقا مقربا، فيسبق حروف اسمك واحد من الألقاب الرسمية، التي تشعرك بتراجع في المستوى الوجداني، شيء يرش الملح في غائر الجروح أيها الأصدقاء!!
تخيلوا لو أن ابنا أو زوجة يجعلون بين الاسم أو لفظ الأبوة وبين النداء لقبا من الألقاب الرسمية كالأستاذ أو الدكتور أو باش مهندس، ماذا ستقولون لو سمعتم ذلك؟
لعلكم ستقولون إما أنهم مازحون أو كارهون أو جادون أو مجانين، وليس هناك احتمال خامس، وكل ذلك غير مقبولة في عرف من كانت علاقاتهم الوجدانية مميزة، ولا يعد ولا يمت ذلك تحت أي ذريعة من الذرائع الواهية ببصلة إلى فن (الإتكيت) لا من قريب ولا من بعيد، بل على العكس من ذلك، يخلق سدا عظيما بين المقربين، فلا يستطيعون التواصل بعدها بحرية مطلقة، أو كما يجب أن يتصرفوا دون رسميات أو مجاملات.
لقد ابتلينا بالكوارث فمن سيرحمنا من هذا الغثاء الجالب لوجع الرأس والقلب غير الله جلت قدرته!!
لي ولكم الله أيها الأفاضل!!