أمل... وألم
أمل... وألم
علي عيسى البستنجي
جدة / مدارس دار الذكر الأهلية
عندما ننسب أنفسنا للأمة الإسلامية ينتابنا شعورٌ بالعزة والكبرياء ، التي جاء به تعاليم رسالة الإسلام الحنيف .. وقيمه السمحة.. وعندما نستعرض واقع أمتنا العربية والإسلامية يشوبنا شعور بالأمل ممزوج بالألم ... الألم المرير الذي يقضّ مضاجعنا صباح مساء على حال الأمة من شرقها إلى غربها , حال الويلات التي تتساقط على أهلنا في كل بقعة يذكر فيها اسم الله تعالى ... حال أهلنا في فلسطين والعراق وأفغانستان ... حال النكبات والنكسات التي أذاقت شعوبنا كلّ ألوان الويل والذل والهوان على مرّ العقود العشرة الماضية ... لكن كلّ هذا يمكن أن يستوعبه العقل البشري على فظاعته ، فالضحية واضحة والعدوّ معروف .
أمّا ما وصلنا إليه هذه الأيام وبالتحديد ما يسمى بالربيع العربي فهو ما لم يكن يتصوره عقل حيث لا نعلم من الجاني ومن الضحية ... من القتيل ... ومن الشهيد .. من الحامي ومن المحمي ... والى صالح من نُضَحّي بأرواح شبابنا . إنّ أشدّ المتفائلين حرية .. لم يكن يحلم أن يستيقظ من نومه ويجد أنّ رموزاً كانت تتحكم حتّى في أنفاس العباد تتساقط بين ليلةٍ وضحاها ... وأشدّ المتشائمين بشاعة.. لم يستيقظ بعدُ من ويل الآلام التي سقطت وتسقط على شعوب هذه الأمة المحررة ... هذه الأرواح التي تُزهق ؛ألم يكن أجدر أن تُحفظ لتحرير الأمة من أعدائها ؟!... وتحرير مقدساتنا وأراضينا المسلوبة؟!... لكن في المقابل هل يمكن تحريرها قبل تحرر العباد من العبودية والتبعيّة والاستغلال الداخلي؟!...
إذاً هل نحن بدأنا نتلمّس طريق الحرية واستطعنا فكّ قيودنا؟. لننطلق لتحرير أنفسنا وأراضينا ومقدّراتنا .. ونسترجع حضارتنا ونعيد لأمتنا مجدها وألَقَها ؟ ... أم بعد هذا... وبعدما دفعنا أثماناً باهظة نعود نتجرّع الويلات الجديدة التي ستحلّ علينا لا سمح الله !! .. إذاً هل نقف متفائلين على ما صنعنا من إنجازات في عامنا المنصرم ونحافظ عليها ونجعلها بداية الطريق ؟ أم نتشاءم ونبكي على ما فقدنا ونفقد من أرواح غالية سقطت وتسقط هنا وهناك؟. . آمل أن نكون من المتفائلين الذين عرفوا طريق الحرية والمجد والعلياء ، فكل سلعة تحتاج لثمن وثمن الحرية والسلعة التي ننشد ليس لها ثمن إلا الدماء ... وأظننا بدأنا بدفع الثمن.. وننتظر الحصاد .... آمل ذلك...