إلى شباب الإخوان المرابطين علي الطريق
إلى شباب الإخوان المرابطين علي الطريق
خليل الجبالي
إن المتابع للأحداث علي الساحة السياسية يجدها تتغير كل لحظة، فالمستجدات كثيرة والحرب شرسة علي الإسلام ، فها هي كل القوي الليبرالية والعلمانية تتكاتف صفاً واحداً مع المجلس العسكر لتعوق مهمة الإسلاميين في مجلسي الشعب والشوري التي وكلهما الشعب المصري بهما.
فقد حاول المجلس العسكري مساومتهم علي تلبية مطالب الشعب بتمييز المؤسسة العسكرية في الدستور وعدم سحب الثقة من حكومة الجنزوري التي ثبت أنها تعمل علي زعزعة الرأي العام ، وهز الثقة في مجلس الشعب، وصناعة أزمات مفتعلة مثل أزمة البنزين والسولار والغاز وغيرهم في نفس التوقيت الذي ظهر فيه إعتراض القوي الليبرالية والعلمانية علي اللجنة التأسيسة للدستور، ومع ذلك فقد أبدي الإسلاميون مرونة عالية في تغير بعض الأسماء الموجودين حالياً مع الأسماء الموجودة إحتياطياً طبقاً للإنتخابات التي تمت في هذا الشأن.
شباب الإخوان: ما أحوجنا أن نجتمع علي دعوتنا التي تعايشنا فيها، وتربينا في ظل منهجها الرباني ، فقد اجتمع أصحاب الدعوات المغرضة، والأهداف الدنيوية ، والمصالح الشخصية علي معاداة الإسلام وأتباعه.
شباب الإخوان: يحق لكم الإفتخار بجماعتكم ، تلك الجماعة الربانية التى صنعها الله على عينه، التى إذا تحركت كانت حركاتها لله ، وإذا سكنت كان سكونها لله ، وإذا اجتمعت لا تريد من وراء إجتماعها إلا وجه الله ، وإذا دخلت انتخابات كان هدفها إعلاء كلمة الله ، وإذا تقدمت بمرشح منها كان تحملاً للمسئولية الوطنية التي ستلقي علي عاتقها بعد الإستعانة بالله.
شباب الإخوان: إن في أعناقنا بيعة نحتاج من يأخذ بها وخاصة في أوقات المحن والإبتلاءات، وما أشد المحن حينما يتكالب المغرضون وأصحاب الهوي حتي يوقفوا حركة الدعوة والتمكين لدين الله في الأرض ، فعندها لابد أن تتكاتف الأيدي الطاهرة، وتتحرك العقول النيرة برؤى القيادة التي ولاها الله أمر هذه الدعوة في تلك الفترة ، فالطاعة المبصرة ، والثقة المتينة ، والإخوة الصادقة ما أحوجنا إليها في تلك الأيام.
إن إتحادنا يضعف معادينا، وتماسكنا يفككهم، ونصرة إسلامنا تفتت حيلهم، فالحق لايضعفه باطل والحر لا يقيده طاغي.
شباب الإخوان: إن قرار ترشيح المهندس خيرت الشاطر من قبلنا جاء بعد دراسة وتمحيص وقراءة واعية مستوعبة للواقع المصرى بعدما حاولنا مراراً وتكراراً أن ندفع بمرشحٍ من خارج الجماعة ولكنهم أبووا جميعاً لظروفهم الخاصة ولكثرة الضغوط التي سيلقونها، فرفضنا أن نتخلي عن الأمانة التي وكلنا الشعب إياها في تلك الفترة العصيبة فاستعنا بالله علي حملها بعد موافقة مجلس الشوري العام، ونحن نعلم أن المغرضين سيكلون لكم بالمكاييل ، ويرصدون لكم كل خطوة، ويحاولون أن يضعوا أمامكم كل العقبات، ولكننا نعلم أيضاً أن الله سيكون معكم.
فالقلوب العامرة بالإيمان، المطمئنة إلي ثقة الله في وعده ووعيده سيأتيها نصر الله لا محالة، فما النصر إلا صبر ساعة، والله معكم (فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إلَى السَّلْمِ وأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ واللَّهُ مَعَكُمْ ولَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)سورة محمد.
فتسلحوا بمعية الله تعالى، وحسن التقرب منه، ومناجاته فى أوقات السحر (إنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَذِينَ آمَنُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)) سورة الحج.
أيها الأحبة الكرام إن اليوم يوم الأعمال والأفعال لا يوم الأقوال والنقاشات، فلا تشغلوا أنفسكم بالمعارك الكلامية والمجادلات الواهية، وكونوا عوناً لإخوانكم ، لا عبئاً عليهم ، وكونوا أهلاً للجهاد ، لا أهلاً للإجهاد ومضيعة الوقت ، أو تفتيت الصف وإضعاف وقوته.
فالثقة في الله بوعده ووعيده، ونصره وتأييده لأمرٌ وجب علي العاملين لدينه أن يأخذوا به، وأنه لا محالة سيلازمهم إن أيقنوا ذلك.
والثقة في القيادة وكفاءتها وإخلاصها ، وحسن تدبيرها ، وقيامها علي مصلحة الدعوة ومصلحة البلاد لتنبع من إيمان قلوبكم، وصدق بيعتكم، ووفاءكم لدعوتكم حتي تثبتوا علي مبادئكم إلي أن تلقوا ربكم (مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) سورة الأحزاب.
فقد عدل رسول الله صل الله عليه وسلم عن رأيه في غزوة بدر عندما راجعه الحباب بن المنذر فيه ، وكذلك في غزوة الخندق عندما قرر مصالحة غطفان علي ثلث ثمار المدينة حيث يري المصلحة في ذلك وقبل إبرام الصلح شاور أتباع سيدنا سعد بن أبي وقاص فلما علموا انه ليس بوحي راجعوا النبي صل الله عليه وسلم فعدل عن رأيه.
وأخيراً شباب الإخوان::
إن الطريق الذي يصل إلي الحق أحق علينا أن نسلكه، ونبذل فيه وقتنا وجهدنا لنغير الباطل بالطرق السلمية المتاحة لدي المجتمع،.
فهنيئاً بمن بذل وقتاً وجهداً في سبيل الله، فإن صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم قد ضحوا بأنفسهم وأموالهم لإعلاء كلمة الله حتي وصلت إلي أسماعنا وأبصارنا ناصحة بيضاء(والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إلاَّ وسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) ونَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَذِي هَدَانَا لِهَذَا ومَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ونُودُوا أَن تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) سورة الأعراف.