أغار منها

أغار منها

نسرين صالح جرار

جاءتني صديقتي تشكو إلي  سجائر زوجها ... فاستوحيتُ من كلامها هذه الخاطرة ...

تنافسني في قلب حبيبي ، تسير معي في أوردته وشرايينه ، تعكر صفو أنفاسه ، يحتضنها بأصابعه ، يمتصها بشفتيه ، يحبها .... ولا تحبه..!!

 يهبها ماله ونفسه ... وتسلبُ صحته وشبابه ، توهمه أنها السعادة واللذة والفرح ..، وتخونه فتحرمه منها .......... مع كل ذلك تراه مستسلما لها

 منقادا وراءها ... متناسيا قسوتها عليه !!

     لمَ هذا الضعف والانقياد ؟! وأنت من يعلم الرجال معنى الرجولة ، لمَ تجعلها تنال  منك وتضعف أمامها وأنت القوي الصلب ، لمَ تجعلها تحول بينك وبين أجمل لحظات الحب ؟؟؟!! .... لمَ تسمح لها بالتسلل إلى كل خلايا جسمك لتتغلغل فيها ، لمَ تتيح لها أن تبدل بياض أسنانك بلونها الداكن ؟

    تبا لتلك السيجارة اللعينة ، أغار منها  ... ولا أطيق أن يشتهيها حبيبي ... لا أحتمل رؤيتها بين شفتيه ودخانها يحول بيني وبينه  ،ورائحتها البغيضة تخفي رائحته الزكية .

         لن أدعها تأخذ حبيبي مني ، سأضع يدي بيده  كي أساعده على التخلص منها ..ولتكن أصابعي بين أصابعه بدلا منها ، سأكون أنيس وحدته ولن أجعلها أنيسا له ، سأرافقه في كل دروبه حلوها ومرها ولن أسمح لها أن تكون رفيقة دربه .

     فلنتعاهد يا حبيبي على هجران تلك اللعينة ، ولنكمل الدرب سويا دون دخانها الذي يدمر سعادتنا ويحرمنا ألذّ اللحظات .... ولنطفئ نارها قبل أن تطفئ بريق الأمل في عيوننا .........َ