من صيد قلمي 1
من صيد قلمي * (1)
محمود القلعاوي /مصر
مستشار اجتماعي وتربوي على شبكة الإنترنت
[email protected]
وفقنى الله للكتابة عن التوبة ذات مرة :- لاشك أن للتائب شخصية قوية ، شخصية استطاعت أن تنتصر على نقطعة ضعفها ، وصارت تتعامل معها وكأنها أمر عادى ، لقد تم التغيير ، وانقلب الحال ، وصار قوياً بقوة الله وبالقرب من الله ، رأيت هذا فى رجل تعاملت معه كان يزنى لا بل يُدمن الزنا والعياذ بالله ، رأيته عبداً
لشهوته يقطع الأميال ليقابل أو يحادث فتاة ، أى فتاة المهم شهوته تقضى ، ، كان عبداً لشهوته ، ساعاته تقطع فى تصفح هذه المواقع العفنة ، حاولت مساعدته بما استطيع ، ولكن .. سبحان الهادى .. انقطع عنى لعام أو أكثر ، قابلته بعدها ، وجهه أُضيىء بنور الإيمان ، صار جل كلامه عن حب الله ، سألته عما كان وما صار ، قالها كلمة شعرت بها جبل من القوة :- ( إنه حب الله ) .. لم يذكر لى تفاصيل ولكنها التوبة سيدى الكريم .
__________________________________________________
وفى مرة كتبت لشاب يشكو إدمانه المعصية :- ها يا حبيب عد إلى خالقك .. انصب قدمك بين خالقك .. ابك بين يدِ ربك .. اقرأ القرآن .. احضر مجالس العلم .. تصدق من مالك .. صاحب من تراه قريباً من خالقك .. انتصر على شيطانك .. تماسك تمالك .. استجمع قوتك للتغيير .. والعودة إلى ربك .. بعدها ستجد حلاوة تعلوا حلاوة
.. ولذة تعلوا كل لذة .. نعم حلاوة الإيمان .. حلاوة المجاهدة ..
__________________________________________________
أما الموت فكتبت عنه :- الرحيل لاشك أنه أمر شديد قاسى الشدة .. فراق بعد لقاء .. أن تأتى لحظة فيرحل الواحد منا عن أهله .. عن بيته .. عن أولاده .. عن سيارته .. عن ثيابه .. عن بريده الإلكترونى .. أن يصير ذكرى .. أن يحمل لقب جديد غير كل ألقاب الدنيا .. شيىء مفزع مرعب أن نفارق من نحب ..
ولكنى لم أتزوج .. لم ابنى بيتى الجميل .. لم أحقق أحلامى .. لم أستمتع بأولادى .. كلمات وغيرها من كلمات نراها ونسمعها ونشاهدها ونعيشها ، ولكنها فى النهاية لا توقف موكب الرحيل الذى لا يتوقف ..
__________________________________________________
أعاننى ربى فكتبت عن خير بقاع الأرض المساجد :- لم يكن بناء المسجد من أولى الأعمال التى قام بها النبى مصادفة ، بل كان خطاب السماء ، دعوها فإنها مأمورة ، فبركت ، بركت حيث أُمرت ، حيث سيكون بقعة من أفضل البقاع ، كان أول مشروع قام به صلى الله عليه وسلم فى مجتمعه الجديد فى طيبة الطيبة ..وضع حجر الأساس
وبدأ العمل .. بدأ لتكون روضة من رياض الجنة ، لتتربى الأرواح الطاهرة ، ولتنطلق الدعوة الكريمة ، وليشع نوره للناس ، وخيره للبشرية بأسرها ، كان البناء ليكون نقطة إرتكاز لنا طوال يومنا ، بل طوال حياتنا ، فالمسجد تُقام فيه الصلوات الخمس كل يوم ، وجمعة كل أسبوع ، وفيها يكون البناء للزواج وفيه ، وفيه .
______________________
* هذه الرسائل جمعتها من مجموعة مقالات نشرت لى سابقاً فقد رأيت فيها مدى توفيق الله لىّ أسأل الله أن يعم النفع بها.