قطرات الندى
محمد عميرة – القدس
قطرات ُ الندى الليلية كانت تساقط ُ على لوحةٍ معدنية ٍ بتناغم ٍ ساحر كدقات ساعة الحائط ، والتي على رأس كل ّ ساعة تذكرنا بنشرة الأخبار ؛ والتي يتربع ُ عى عرشها - النشرةُ الإقتصادية- في هذه الأيام بل ومنذ دخول أيلول والذي وَ لوَلَ فيه الرأسماليون .
لكنّ قطرات الندى كأنما تسرع في إيقاعها وهي تغازل الفجر الأحمر لتنهي لحنها قبل أن تلحظها عين الشمس فتبخرها ... فكأن هذا المشهد مع عيقِ الورودِ الملوّنة في طرقاتِ الليل الهادىء ؛ كأنما هو سيمفونية هادئة تعزف لحنها من خلف السّتار ملائكةُ السماء ، ومن أمامه تسبيحات المتأملين والمرهفين والعابرين في هذه الطرقات ... وكأن شجرة السرو الخضراءَ والطويلة القامة تتهادى يمينا ً وشمالا ً طرَبا ً لهذا المشهد ، والذي زينَهُ بزوغ فجر ٍ جديد .
فلما وصفت هذا قال القلم : قد كنتُ لا أبكي فرَحا ً ولا حزْنا ً على ورقك َ إلا إذا ملأتني من حبر العشق ِ أو الحرب ِ أو السلم .
فقلت له : سامحني فتلك أشياء وُجدت ْ منذ الأزل ، لكني أرْقبها متأملا ً ولم أزل ؛ غير أنّ قطرات الندى هذه المرّة هي التي أصابت أوراقي بالبللْ .