كم نجمة نحتاج؟؟
ربى تركماني
مشى وحيدا في غابته الملئ بالأحلام...بين الزهور والعطور وأحلى الأيام..قال في نفسه ..
فالأكن أنا الضحية...علّ براءتي تحرك في الصامتين النخوة العربية...
فالأذهب أنا ..وليبقى أصحُبي ..ولتبقى الكرةُ في الشارع تضجُّ بالأهداف المرجية....
وغااااااب حمزة.......
وفي المنزل الذي يضجُّ بالصمت والذهول ...
في زواياه الثكلى بمستقبل مجهول...
تبعثرت في مخيلته الظنون....
إن خرجت أنا..إن رفعت العَلم بين أجنحة تلك القلوب...
وناديت...وصرخت...
علّ هدر شبابي يكسر الجمود...
علِّ دمي يهزُّ كيان أحدٍ فيقوم....
فالأرحل أنا ..وليبقى أبي يزرع النخيل الصامد...
ولتبقى أمي تلتقط الزيتون المتساقط...
وليبقى أخي الصغير يلعب تحت الجورية التي ما هرمت !!!!
فلم يتردد...أعجبه الحلم...فقام ونزل...
ووضع الكف فوق الأكف...وصرخ ..
حرية هي,,,,,,وأنا الثمن....
وغاااب قاشوش.........
مشى ذاك الشيخ الكبير...في الشارع الذي كان بالأمس القريب..يضجُّ بالبائعين...
والأصوات تعلو طالبين الرزق المحمود...
وتسرح في أزقته أطفال شبه تائهين...متمسكين بذيول أمهاتهم...متعلقين بالآمان والسكون....
في عقله تدور عجلة الأيام...
وفجأة تعثر بجثة شهيد...وتزين الشارع ذاته برصاص وورود...
ووقفنّ بشموخ تلك الأمهات..يتمسكن بذيول ذكرى الأبناء...
وعلت الأصوات ...تكبيرا...طالبين القبول....
وغااااااااابوا ..وغاب بعدهم معنى الهدوء....
غابوا وما غاب الحلم في عيون الآخرين.....
سألتني السماء الليلة...وهم فيها نجوم...تكاتفو على شكلة غيمة...
هل قام أحد؟؟؟
هل تحركت لأجل دمائنا الدول؟؟؟
هل توحدت في عزائنا القلوب؟؟؟
وانهالت كالمطر الأسئلة؟؟؟؟؟؟؟؟
أغلقت نافذتي...
وثرثرت نفسي تعاتب نفسي
"تباً لضمائرنا ما حركت لأجلكم ساكناً!!!!"
"تباً....كم نجمة نحتاج حتى يرحل ليلنا؟؟؟"
تباً ...لصمتنا..ضجت بدمائهم السماء...
وسكنت التنبلةُ قلوبنا!!!!!!!!!!"