من قلب المسجد.. جدّتي والأشواق!
مرام شاهين
دخلتُ المسجد لصلاة التراويح مسبوقة ، فوقفتُ دون انتباه للمكان علّني أدرك الركعة المتبقية من صلاة العشاء ..
كانت بجانبي صغيرة ترتدي ككل صغيرات المسجد ثوباً أبيضاً مرتباً وتعيد حركات الصّلاة بهمّة وبسمة
"جود ، حبيبتي .. بردانة ياستي؟ يطفولك المكيّف؟ "
" قلبي وربّي يرضى عليكِ ياجود .. ياحبيبة ستك "
وهكذا ، بين الركعة والأخرة .. محبّة كبيرة تهديها الجدّة إلى تلك الصغيرة (جود) ..
مضت كلمات الجدة بقلبي إلى أفق من الشوق مختلط مع كثير من الذكريات !
جدّتي . . ونفس عميق !
إن جدتي يا "جدّة " تمتلكُ السجادة نفسها ، وثوب الصلاة نفسه ، تحبني أيضاً كما تحبين جود .. تُسبّح كثيراً كما أنتِ وتغرقنا بالدّعوات ..
فرّقتنـا الحياة ، وأقضّت الغربة مضاجعنا .. توالت الأيّام وتعوّدنا على الغياب ..
كبُر الصّغار ، والوطنُ للزّيارة ! والأهلُ ذكرى نقصّها على أسمائهم فيسرح بهم الخيال ..
مازلتُ أذكرُ دمعات جدّتي الحنونة وهي تحتضنُ أمي قبل سفرنا .. وتدعو لنا بنور يملأ طريقنا وسعادة لاتفارقنا أبداً
مازلتُ أذكرُ كل ذكرى ، مرّت أمامي في لحظة ! ، أخالُها ارتسمت في وجه تلك الصغيرة فابتسمتُ لها وبادلتني الابتسام ..
كبّر الإمامُ لركعة جديدة .. قبّلت الجدة (جود) ورتّبت لها حجابها مُدخِلة ماظهر من شُعيرات .. ثمّ كبّرت هي الأخرى
استحضرتُ النيّة ، وكبّرتُ معهم .. وجعلتُ السجودَ مرتعاً لكل الدعوات الجميلة
جدّتي وسوريّا .. وكثير من أحلام .