مصابيح درية من وحي رمضان
الشيخ خالد مهنا *
** كانوا .. ربانيين .. لا رمضانيين **.. هلاّ تعرضنا لنفحات مضيفنا ! ** يا ثائرين , مشعل أنتم يضيء جوانب الحكمة في أقمارنا المختئبة** ليتكَ والهمومُ مخيماتٌ ----- إلى الإيمان ِ والتقـوى تؤوبُ
الشيخ خالد مهنا رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية
1.. كانوا .. ربانيين .. لا رمضانيين
ما أشبه الليلة بالبارحة .. هذه الأيام تمر سريعة وكأنها لحظات ..
لقد استقبلنا رمضان الماضي .. ثم ودعناه .. وما هي إلا أشهر مرت كساعات .. فإذا بنا نستقبل شهراً آخر ..
وكم عرفنا أقواماً .. أدركوا معنا رمضان أعواماً ..
وهم اليوم من سكان القبور .. ينتظرون البعث والنشور ..
وربما يكون رمضان هذا لبعضنا آخر رمضان يصومه ..
إن إدراكنا لرمضان .. نعمة ربانية .. ومنحة إلهية ..
فهو بشرى .. تساقطت لها الدمعات .. وانسكبت العبرات ..
{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } ..
وروى النسائي والبيهقي بسند حسن أنه صلى الله عليه وسلم قال : " قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " ..
وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين وفتحت أبواب الجنة ) ..
* * * * * * * *
نعم..كم من قلوب تمنت..ونفوس حنت..أن تبلغ هذه الساعات ..
شهرٌ .. تضاعف فيه الحسنات .. وتكفر السيئات ..
وتُقال فيه العثرات .. وترفع الدرجات ..
تفتح فيه الجنان .. وتغلق النيران .. وتصفد فيه الشياطين ..
شهرٌ جعل فيه من الأعمال جليلُها .. ومن الأجور عظيمُها ..
روى الترمذي وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال : " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ " ..
* * * * * * * *
نعم .. شهر رمضان ..
هو شهر الخير والبركات .. والفتوح والانتصارات .. فما عرف التاريخ غزوةَ بدر وحطين .. ولا فتحَ مكة والأندلس .. إلا في رمضان ..
لذا كان الصالحون يعدون إدراك رمضان من أكبر النعم ..
قال المعلى بن الفضل : كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلِّغهم رمضان !!
وقال يحيى بن أبي كثير : كان من دعائهم : اللم سلمني إلى رمضان .. وسلِّم لي رمضان .. وتسلَّمه مني متقبلاً ..
نعم .. كان رمضان يدخل عليهم .. وهم ينتظرونه .. ويترقبونه ..
يتهيئون له بالصلاة والصيام .. والصدقة والقيام ..
أسهروا له ليلهم .. وأظمئوا نهارهم .. فهو أيام مَّعْدُوداتٍ .. فاغتنموها ..
لو تأملت حالهم .. لوجدتهم .. بين باك غُلب بعبرته .. وقائم غص بزفرته .. وساجدٍ يتباكى بدعوته ..
كان يدخل على أقوام صدق فيهم قول الله :
{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَـاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ..
كانوا .. ربانيين .. لا رمضانيين .. هم في صيام وقيام .. في رمضان وغير رمضان ..
باع رجل من الصالحين جارية لأحد الناس .. فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان الطعام ..
فقالت الجارية : لماذا تصنعون ذلك ؟
قالوا : لاستقبال الصيام في شهر رمضان .. فقالت : وأنتم لا تصومون إلا في رمضان ؟!
والله لقد جئت من عند قوم السنة عندهم كلها رمضان .. لا حاجة لي فيكم .. ردوني إليهم .. ورجعت إلى سيدها الأول ..
* * * * * * * *
كانوا يدركون الحكمة من شرعية الصيام ..
فالصوم لم يشرعْ عبثاً ..
نعم .. ليستْ القضية ..قضية ترك طعام !! أو شراب ..كلا ..
القضيةُ أكبرُ من ذلك بكثير .. شرع لكي يعلمَ الإنسان ..أن له رباً ..يشرعُ الصومَ متى شاء ..ويبيحُ الفطرَ متى شاء !! يحكم ما يشاء ويختار .. فيخشاه ويتقيه ..
{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } نعم { لعلكم تتقون } ..
والتقوى خشيةٌ مستمرة ..
خـل الـذنوب صغيرها ... وكبيرها ذاك الـتقى
واصنع كماش فوق أرض … الشوك يحذر ما يرى
لا تـحـقـرن صـغيرةً .. إن الجبالَ من الحصى
التقوى هي الخوفُ من الجليل ..والعملُ بالتنزيلُ ..والقناعةُ بالقليل ..والاستعدادُ ليوم الرحيل ..
ومن حقق التقوى شعر بأن حياته كلَّها .. ملك لله تعالى .. يفعل بها ما يشاء .. فهو يصلي وقت الصلاة .. ويصوم وقت الصوم ..
ويجاهد في الجهاد .. ويتصدق مع المتصدقين ..
فليس لنفسه منه حظ ولا نصيب .. بل حياته كلها وقف لله تعالى ..
يأتي هذا الضيف القدير كل عام ويدخل في ساحات أيامنا وليالينا فتمتلئ أوقاتنا بهجة بقدومه، وتنتشي أرواحنا طرباً بهلاله؛ إنه شهر رمضان الذي ما ذكر في مجلس إلا وأنِس الحاضرون باسمه، ولم يروِ لنا الراوي حكاياته وأخباره إلا اشرأبت الأعناق لسماعها والاستمتاع بها والعيش معها، إنه شهر المكرمات والفضائل، شهر الطاعة والأنس بالله، شهر الذكريات الجميلة والساعات العذبة واللحظات الباسمة الباسقة ..
رمضان يا شهر التحرر ليتنا *** من جاهلية فكرنا نتحرر
رمضان تأتي واللظى يغتالنا *** والحب في جنباتنا يتكسر
ما زلت يا رمضان أكرم زائر *** ليست تمل وإن تكن تتكرر
2.. هلاّ تعرضنا لنفحات مضيفنا !
رمضان يحل علينا ضيفاً مضيافاً ، يكرمنا إذا أكرمناه ، فتحل بحلوله البركات والخيرات ، يُقدم علينا ، فيقدّم هو إلينا أصنافاً من الإتحافات والنفحات ..
ضيف لكنه مضيف ، وربما يكون الواحد منا في ضيافته للمرة الأخيرة .. !
أو ربما ينزل هو في ضيافة غيرنا بعد أعمار قصيرة .. فهلاّ أكرمنا ضيفنا !
وهلاّ تعرضنا لنفحات مضيفنا !
تصور أخي أنك تستقبل ضيفاً عزيزاً ، وهو يستضيفك ، وتعلم أنك بعد أيام قلائل ستودعه فلا تراه أبداً .. ! كيف ستستقبله ؟ وكيف ستحسن صحبته ،وتكرم مثواه ؟
تعال نقف مع أنفسنا هذه الوقفات لإخراج صيامنا من إلْف العادة إلى روح العبادة :
* نصوم رمضان في كل عام وهمّ أكثرنا أن يبرئ الذمة ويؤدي الفريضة ..فليكن همنا لهذا العام تحقيق نعم تحقيق معنى صومه (إيماناً واحتساباً) ليغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا .. وهي كثيرة .
* نحرص كل عام على ختم القرآن في شهر القرآن مرات عديدة .. فلتكن إحدى ختمات هذا العام ختمة بتدبر وتأمل ونية إقامة حدوده قبل سرد حروفه .
* نسعى في تنقلنا بين المساجد للقيام إلى اختيار الصوت الأجمل .. فليكن سعينا العام وراء الصلاة الأكمل .
* يتزايد حرصنا في أوائل الشهر على عدم تضييع الجماعة مع الإمام ..فليكن حرصنا هذا العام طوال الشهر على عدم تفويت تكبيرة الإحرام .
* نخص رمضان بمزيد من التوسعة على النفس والأهل من أطايب الدنيا ، فليتسع ذلك للتوسعة عليهم بأغذية الأرواح والأنفس .
* إذا أدخلنا السرور على أسرنا بهذا وذاك فلنوسع الدائرة هذا العام فندخل السرور على أُسَرٍ أخرى .. أَسَرتها الحاجة وكبّلَتها الأعباء .
* نتصدق كل عام بقصد مساعدة المحتاجين ، فلنجعل قصدنا لهذا العام مساعدة أنفسنا التي بين أضلعنا على التخلص من نار الخطيئة بجعل تلك الصدقة اليومية خالصة لتطفئ غضب الرب .
* نحرص وإياك على اكتساب العمل النافع في رمضان ، فليكن هذا النفع متعدياً للغير بكتاب يُهدى أو نصيحة تُسدى والدال على الخير كفاعله.
* لنفسك من دعائك النصيب الأوفى ، فلتتخل عن هذا (البخل) في شهر الكرم ، فملايين المسلمين في حاجة إلى نصيب من دعائك الذي تُؤَمّن عليه الملائكة وتقول : ولك بمثله .
* الجود محمود في رمضان وأنت أهله ببذل القليل والكثير ، فليمتد جودك إلى الإحسان لمن أساء ، وصلة من قطع.
* لنكف عن الاعتكاف إلى الناس ، ولْنكتف بالعكوف مع النفس لمحاسبتها ؛ فربما يفجأنا الموت فنحاسَب داخل القبر قبل أن نتمكن من محاسبة أنفسنا ونحن أحياء على ما فرطنا في جنب الله .
* تصفّ قدميك مع مصلين لا تعرفهم ... فهلاّ تعرّفت عليهم، فإن تسوية الصفوف خلف الإمام ما جُعلت إلا لتوحيد القلوب على الإيمان.
* لنا ولك أعداء ، فانتصر عليهم بالدعاء إن كانوا كافرين ، وانتصف منهم بالدعاء إن كانوا مسلمين ، فكم من دعاء حوّل العداء إلى ولاء .
* في رمضان ، يُذكّرك الضعفاء بأنفسهم على نواصي الطرق وأبواب المساجد ، فلتذكر أنت المستضعفين من المسلمين بدعائك وصدقتك..
3..يا ثائرين , مشعل أنتم يضيء جوانب الحكمة في أقمارنا المختئبة
ها هو رمضان ياتي الينا هذا العام وامتنا تشهد انتفاضة كبرى في كثير من الارضين
يا ثائرين على تعود العبادة بلا روح ولغير مستحقها , سارت دماؤكم الزكية في عروقنا تحيي منا حماسا ليوم اشتممنا مسككم فعرفنا أن القادم بطيب نفتقده .
فيا ثوار القدس الأبية
و قاهرة القيادة
و صنعاء الحكمة
و دمشق الخالدة
و تونس الشماء
و طرابلس القوية
من كل وفي كل ولكل يختار الأحرار الطريق إلى رمضان , رمضان يختلف لما نختلف وتشرئب الأعناق وتندى القلوب تشتاق إلى لحظة أبية فيه , لحظة من نسيج فريد تتدثر بالحرية لتعيش العبادة الحقة .
عبادة تكون لمن صنع النفس السيدة التواقة للكرامة لتكتب أسطورة تحكى على شرفات الزمن بلا ندم على ما فات .
يا ثائرين , مشعل أنتم يضيء جوانب الحكمة في أقمارنا المختئبة خلف الوهن وخلف العمر البطيء المتواكل المعتاد عيش العبيد .
في كل رمضان نقف على أعتابه نقدم رجلا ونؤخر أخرى خشية التقصير والقبول ونخرج سيوفنا من قرابها المهتريء نرتق فتقا هنا وهناك علنا نصل لمرحلة نشهر أسلحتنا المشروعة بشجاعة ..
في رمضان العام الجديد ربيع بشمس وهاجة تنضج في جوانبنا حدائق عشش فيها غربان تنعق كل يوم بأن ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوّم .
في رمضان العام الجديد هل ستخرج أيقونة جديدة تعلق في رقاب العباد تبرق بأن لا عبودية إلا له , لا صوم إلا له , لا صلاة إلا له ولا عبورا بنفس صامدة تقول الحق إلا لشاطئه الغني بالرحمة والعزة والرأفة .
في رمضان العام الجديد ومن ربيع الثورات سنزرع في النفس فسيلات نسقيها بدمع التوب لتزهر ياسمين مغفرة , وزهر عتق , وريحان قبول .
يا ثوارنا في رمضان على زناد الحروف تقبص الأنامل لتطلقها معلمة بالآي والحديث فالصدأ قد شاب كل نقطة . ونيران جملنا ما عادت تصل إلا بكلفة بخلنا بأدائها فلندفع ... من دم الحماس المسكوب من شباب الحرية قليلا لعل الإصلاح يعم وتختفي الكلمات المصفوفة المغلفة بثلج الخوف .
ولنعمل فكل من يطرق بمعوله يحدث رنة مختلفة ثؤثر ..
يا ثوار الارض أكملوا المسيرة ولا يقعدنكم الصيام والقيام عن اتمام المشوار لان رمضان .. لم يكن في يوم من الأيام مرتعا للكسالى ، وسكنا للنومى ، وتكأة يتعذر بها كل بليد كسول ، بل هو شهر للجد والعمل ، وتكثيف الجهد والبذل ، وموسما للتراحم والتكافل ، ولعل إطلالة سريعة على تاريخ المسلم تدرك من خلالها كيف حال رمضان فيها ، وكيف أن ( بدرا ) و ( ويرموكا ) و ( حطينا ) و ( عين جالوت ) كلها وغيرها كانت في رمضان .. !فسددوا رمياتكم فالله معكم...
4.. ليتكَ والهمومُ مخيماتٌ إلى الإيمان ِ والتقـوى تؤوبُ
تمر أمتنا حالياً بفترة هي من أشد وأحرج الفترات التي مرت عليها على مدى تاريخها,....وكل الأمة مسؤولة عن هذا الواقع, وعليها أن تسارع وتبذل الجهود للتغيير ولإعادة الأمة إلى عزها ووضعها الطبيعي الذي يفترض أن تعيشه بين الأمم..أمة قائدة لا تابعة.. عزيزة لا ذليلة.. تحمي أبناءها وتحفظهم بإذن الله من كيد الأعداء وتنكيلهم.
وإن أهم جانب تقوم به الأمة لتُصلِح أوضاعها هو انطلاقتها القوية في العودة الصادقة إلى الله وتوبتها من أي ذنب وأي أمر لا يرضاه, وبذلها الجهود للواجب الكبير وهذا هو الطريق الذي سيوصل الأمة إلى العزة والقوة والجهاد والنصر فيه بإذن الله, قال تعالى (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ) (محمد:7),
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن ابن عمر ( إذا تبايعتم بالعينة, وأخذتم أذناب البقر, ورضيتم بالزرع, وتركتم الجهاد, سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعـوا إلى دينكم) (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني).
وهنا يأتي دوري ودورك أخي المسلم في أن نبدأ هذا المسير وهذه الانطلاقة.
وإذا تمعنت أخي المسلم الغيورحكمة الصيام ثم تأملت واقع الأمة وآلامها والذبح والإذلال والمخاطر التي تتعرض لها في شتى بقاع الأرض, لا نشك في أن قلبك الطيب وفكرك النير سيستشعر بإذن الله ضرورة ووجوب وأهمية وحتمية وفرضية انطلاقتنا لتغيير ما بأنفسنا وإصلاح وتذكير من حولنا لتَصْلُح أحوالنا ويأتينا النصر ونفلح في دنيانا وآخرتنا.
أخي المسلـم:
إن نياح الثكالى,
وبكاء اليتامى,
وآلام الجرحى,
وصرخات المعذبين,
وحسرات المشردين,
ومعاناة المأسورين,
كلها تدعوك لهذا التغيير وهذه الانطلاقة.
جراحُ المسلمينَ أسىً كئيبُ ----- فما لكَ لا تُحسُّ ولا تُنيبُ !
وما لكَ لا تبالي بالمخازي ----- تجلِّلهم !! فما هذا الغـروبُ ؟!
لياليهم مآس ٍ فـي مـآسي ----- فلا فجرٌ بعيدٌ أو قـريبُ
وقد أضحى ثراهم دونَ حام ٍ----- وبينَ بيوتهمْ شبَّ اللهيبُ
تلفُّهمُ الهمومُ بكلِّ حدب ٍ ----- ولولا الصبرُ ما كانت تطيبُ
كأنَّ مصائب الدنيا جبالٌ----- رستْ فوقَ القلـوب ِ فلا تغيـبُ
يكادُ الصخرُ منْ حـَزَن ٍ عليهمْ ----- يذوبُ وأنتَ قلبكَ لا يذوبُ
أتغفو؟؟ ما خُلقتَ لمثل ِ هذا ----- وقلبكَ لم يؤجـجهُ الوجيبُ
أأنتَ وريثُ منْ أحيوا بعلم ٍ----- عقولَ النـاس ِ فكراً, لو تجيـبُ
فليتكَ والهمومُ مخيماتٌ ----- إلى الإيمان ِ والتقـوى تؤوبُ
ولـو لمْ تكنْ منا لهانـتْ----- مصيبتنا بمثلـكَ يا حبيبُ
فإن لمْ تستجـبْ منْ بعدِ هذا ----- فلسـتُ أخالُ أنكَ تستجيبُ
فهلا جعلت أخي المسلم شهر رمضان الكريم الذي يمر في هذه الأيام وامتنا في هذه المعاناة بداية المسير للصلاح والإصلاح, ولعمل كل ما يرضي الله وكل خير وكل ما يعين الأمة على استعادة مجدها في أي جانب من جوانب الحياة.
ابدأ أخي ولا تتأخر فالعمر قصير والواقع مرير, والأمة تنتظر نصرك فلا تخذلها!.
قال تعالى( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) ( النور:31),
وقال سبحانه: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).. الآية (التوبة:119) .
ولنقـــــــل: (بإذن الله)..
* رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..
رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية-الداخل الفلسطيني.