وجه القمر
محمد عميرة – القدس
بدت لي حالة شعب أرض المحشر والمنشر كوجه القمر ؛ وذلك أنه حين يكون القمر بدرا يرى كل الناس نفس الصورة الثابتة التي فيه بسبب سجن الزمان والمكان وبسبب حركة الأرض وحركته حول الشمس .
بدت الحالة كذلك لطول انتظارنا ويأسنا من الناس .
لكن ما يبعث الأمل في النفس على أن نرى صورة أخرى لوجه القمر أو وجه بلادنا هو خالق الشمس والقمر والذي أوقف الشمس لذي النون وقت العصر حتى تمّ له النصر .
وتلك أمورٌ لا يفقهها الماديون ؛ أي تغيير نواميس الكون نـُـصرة ً للمؤمنين .
إذ من ذا الذي اخرج الناقة من الصخرة الصمـّاء ومن انطق من كان في المهد واوجد عيسى عليه السلام بلا أب وبكلمة كن ، ومن أمات الذي مرّ على القرية قرنا وأحياه وأمات أهل الكهف قرونا ، ومن علم سليمان عليه السلام منطق الطير ، بل من علم من أحضر العرش من اليمن إلى بيت المقدس بلمح البصر ؟
إنه هو الله الخالق القادر والفعـّال لما يريد .
إذن فنحن متفاؤلون لأننا نأوي إلى ركن شديد وعلى موعد إن شاء الله مع فرج قريب نرى فيه القمر بصورة مختلفة وذلك لأن الشمس أصبحت في عيوننا .