لو

لو ...

أمل الزعبي

لو كنتُ رجلا لهاجرت من وطني منذ أن بلغت الثامنة عشرة من عمري من لحظة إعدام حلمي الأول على مقصلة التوجيهي المرعب الذي يحطم الأحلام وينظم دخول العقول الى زنازن مظلمة تئد الفكر والابداع  ...

لو كنت رجلا وأملك ولاية أمري لهاجرت الى وطن يحترم إنسانية الانسان ... وطن يخلو من أيادي الفساد العابثة

يخلو من رائحة الخيانة .. فيه الكل سواسية الفقير يساوي الوزير في الحقوق والواجبات ...

يكذب من يقول أن المرأة تساوي الرجل ... حتى لو وضعوا المواثيق الدولية والمحلية وصادق عليها كل الرجال من الجندي الى الراعي الى الأمير فكلهم مزيفون ... ما إن يعودوا الى منازلهم حتى يمارسوا ذكوريتهم المقيتة ناسفين كل المواثيق والعهود ...

لو كنت معولا لهدمت أصنام الفساد ورموز الظلام التي حجيت أشعة الشمس عن وطني ...تعلو الأصوات اننا نتضور جوعا للعدل والعدالة فأينها ؟؟!!!

لو أن هؤلاء الذين أدمنوا السيجار الكوبي والفودكا المعتقة ونكهة النساء بالفراولة أخلصوا للوطن يوما واحدا لوجدناه وطنا مختلفا تضحك فيه شفاه الطفولة وتنام الارامل فيه ملء جفونها لا تحمل هم فواتير نهاية الشهر ورغيف الخبز ... كنا سنرى ذلك الكهل منشرح الصدر لا تخنقه ترسبات التبغ الرخيص المعششة في زوايا رئتيه ...كنا سنرى الشباب مندفعا نحو حياة زاخرة بالعطاء يضخون دماء جديدة في عروق الوطن خالية من الشوائب ...

لو ......