لا.. الضربة القاضية
خواطر عنيفة
م. عبد القادر زيزان
عندما تسمع بالضربة القاضية يتبادر إلى ذهنك أنها لكمة موجعة على وجه الخصم أودت به طريح الأرض.!
هذا طبيعي ، ولكن عندما تعرف أنها ليست لكمة وإنما كلمة وأنها قد تكون من صديق أو خصم على حد سواء فهي الضربة القاضية لك .. أليس كذلك..؟
أرى أنني لم أوضح الصورة بعد..
يا صديقي تعال نتحاور ، نعم نتحاور ، في أي شيء تريده ، أي شيء.. سياسة ، اقتصاد ، طب ، ذرة ، هندسة ، برمجة .. أي شيء ..
عندما تبدأ بالكلام تجد نفسك أمام حائط اللاءات تلف حولك.. تلكمك.. من مُحاورك طبعاً..
صديقي العزيز ، هناك من البشر من يتفنن في إصدار أحكامه السريعة على أي كلمة تقولها أمامه ، حيث تجد نفسك تتحاور مع كلمة لا أو لأ .. سرعان ما يكذبك ويقول لك لا .. ويتابع حديثه مقاطعا كلامك من دون أدنى ذوق أو أي مبدأ من مبادئ الحوار البناء ..
والأسوأ من ذلك حين يكذبك بلا وأمام جمع من الناس في غير تخصصه يفتي ويزبد ويرغي وهو العلامة ، وأنت بكل أدب تسكت طبعاً .. وتجد نفسك أن كل معلوماتك التي لديك وهي قد تكون في صميم تخصصك كلها أخطاء وهذا الفحل صاحب الصوت اللائي – جمع : لا - يعلمك ويضحك بابتسامة صفراء كأنه يستفزك ويقول في صوت خفي (إذا كنت قليل المعلومات فلا تتكلم) ..
وهذا غير نظرات من حولك الساخرة منها والمنتهرة لك أن اسكت هذا الفحل أكبر منك سناً فهو أعلم منك طبعاً ..!!
كل الذي سبق هو توصيف حالة نعيشها دائماً ، وتجرح كثيرا من الناس وخاصة الذين من طبعهم الهدوء والتأدب مع الغير ..
هذه حالة اجتماعية يجب التخلص منها حتى نعرف معنى الحوار ومعنى احترام الغير ، وبذلك أوصي كل شخص مراقبة أقواله قبل أن يتسارع صوته بالنطق .
وأخيرا أجد نفسي مضطرا لأقول بعنف : إذا صادفك شخص مثل فحلنا فلا تسكت ، لأن السكوت عنوانه التمادي عليك وعلى غيرك ، قل له وبكل أدب :
الرجاء أوقف "لا .. لاءاتك" حتى لا تصبح مثل لاءات نتنياهو نضيع معك كما ضاعت فلسطين ..!!
والسلام على كل إنسان فهمان..