لمعآن ليس له مثيل

ثامر سباعنه

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

( ذات يوم بارد من ايام الخريف ، لمح فلاح عصفورا صغيرا مستلقيا على ظهره في منتصف الحقل...فتوقف الفلاح عن الحرث ونظر الى هذا المخلوق الضعيف وسأله مستغربا: لماذا تستلقي على ظهرك هكذا !!

فأجابه الطائر : سمعت ان السماء ستسقط اليوم ...

فضحك الفلاح وقال: اتظن ان رجليك النحيلتين ستمنعان السماء من السقوط؟؟

فأجاب العصفور : على كل منا بذل ما في وسعه ).

على كل منا بذل ما يستطيع من قدره وطاقه... عليك أن تشعل شمعه قبل أن تلعن الظلام ..قدم ما تستطيع من جهد وقدره لعلَك تغير من الواقع ليصبح واقعا أجمل وأفضل لك ولغيرك ،واذكر دائما أن الشمعة المضيئة تقترب من أختها المنطفئة فتضيء، فأنت بإخوانك أقوى واقدر على التغيير والثبات .

لا تركن إلى ضعفك وقلة حيلتك وتذكر : أن الانتصار والهزيمة أحيانا لا تكون بمفهوم الربح والخسارة .فقد تكون قد حققت النصر لكنك بداخلك مهزوم ضعيف منكسر..
أو أن تكون قد هزمت لكنك بداخلك قوي منتصر عزيز، فكن دائما على ثقة بنفسك وبالطاقة الكامنة بين اضلعك . واعلم أن الشجاعة ليس أن لا يكون في قلبك خوف من شيء... ولكن أن تنتصر على خوفك وان تحقق المطلوب منك أداؤه.

ولا يوجد انسان ذو مناعة من الألم ، لكن عليك ان توقن انك قادر أن تحيى رغم هذا الألم ، بل انك قادر ان تحيل ألمك هذا الى أمل . 

ما الذي يمنعنا من التغيير نحو الأفضل ؟؟ ما الذي يجعلنا نلتصق بالأرض ونرفض النهوض من جديد لرسم المستقبل الجميل لأبنائنا؟؟!!

نسارع دائما لقول : لا نستطيع .. ليس بيدنا شيء ...ما بقدر .

حتى أنها أصبحت على لسان كل واحد منا .. أصبحنا نحب الركون لليأس ، ولا نحاول حتى محاولة للتغيير !!!

يجب على كل منا أن لا يستهين بنفسه ...كل منا قادر على التغيير في جانب من الجوانب ..كل واحد منا مبدع في مجال . فلنسخر إبداعنا لخدمة قضايانا وقضايا امتنا ، يجب ان تكون هذه رسالتنا لبعضنا البعض ولأبنائنا ويمكن أن يؤثر تغيرك على العديد من الأجيال القادمة فتكون أنت صاحب التغيير ،و ليكن شعارنا في الحياة ، ولنقوله بقلوبنا وعقولنا قبل ألسنتا :

 نحن قادرين على التغيير للأفضل ...اجل قادرين على التغيير وان نكون أفضل.. بل الأفضل.

وتذكر قول ابن الجوزي: ما ابتلي الإنسان قط بأعظم من علو همته ؛فإن من علت همته يختار المعالي.