شاطئ الحياة
محمد عميرة – القدس
مررتُ بشاطىء الحياة ذات ربيع ... بعدما أشتقت لأرض الواقع ، وقد كنت جالساً على فرْشَةِ خيالي ، وهي من عشبٍ أخضرَ في إحدى زوايا الحياة الخالية ... حملتُ " ريموتَ " ذاكرتي وضغطتُّ على رجوع ... فرأيت أنـّني قد وضعتُ نفسي في عـُلبةٍ وأغلقتُ عليها بمفتاح من ذهب ، ولا أعرف أين ذهب ، وبعد بدء ِ بدْر ربيع آذار فتحتُ مساحة من نافذة الحنين ، فحـَلـّـقـَتْ منه بخفةِ فراشةِ الذاكرة ، فأحـْيت الشـّوقَ الدفين .
ما فتحتُ تلك النافذة إلا بعدما رأيت بعينٍ أبعدَ تلك السنين وما حَوَتْ .
وشرعتُ أكتب ، وإني أعلم أن كلّ كتاباتنا كمن يكتبُ بخشبةٍ مكسورةٍ على صحرائنا الواسعة ...
ما تلبثُ كتاباتنا أن تـُـلاشيها الأرياحُ أو قطعانُ ذئابٍ عابرة ... أو كأفراحنا فقاعاتٌ ملونةٌ من رغوة أيامنا ما أسرعـَهُ تـَلاشيها ... كفراشةٍ عبرتْ خريفَ بستاننا لم تستمتع لبيتِ شعرٍ نقولهُ فيها ...
فمنذ الزّمن الرّغاليّ والذي فـُـــتـِحَ فيه باباً لم يكن عند العرب وهو باب الغدر ، وزمن الدّجال الذي نحن فيه مازال البعض يخشى الكتابة حتى ولو كانت على الرّمال حتى لو كانت في وصف أمير أوعتـّال أو حاوية أو دجـّال أو شروق شمس أو غروبها ، هو داء الأنانية وداء الأمم ، فلمّا أرى أن هذه الأدواء ما زالت قابعة أحـَوْقــِلُ وألوي لجامَ الخيل عائداً إلى زاويتي الخالية في الحياة الخالية .