محاولة اغتيال .. ولكن هيهات
محاولة اغتيال.. ولكن هيهات
إيثار عابدين
مات الملك .. عاش الملك.. ثار الشعب.. سقط نظام .. نبني نظام.. رغم تغير الظروف والمكان والزمان يبقى فعل مشترك لا يكف فاعلوه عن ممارسته والتخطيط له ألا وهو اغتيال الإسلام في قلوب المصريين .
المشهد الان هو نفس المشهد المتكرر باختلاف الأبطال . باسم الحرية .. باسم الخوف على مصلحة الوطن .. باسم توحيد المصريين .. باسم كل ذلك يتحدث البعض كثيرا جدا عن أن منطقهم هو الأفضل حيث يستوعب الجميع ويضمن الحرية للجميع ولا يفوتهم طبعا أن ينوهوا لأن المرجعية الدينية فيها إقصاء باسم الدين وعندما وضحت فكرة أن الإسلام لا يقصي أحدا ويحافظ على حريات وحقوق الجميع لأن كل فرد في المجتمع هو من خلق الله له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات ، صار أبطال المشهد يلجأون إلى تصيد أي خطأ حدث من أي مسلم في أي عصر وإلصاقه بالمرجعية الدينية أو الإسلامية ، بل وإسقاطه على التيار الإسلامي كما يقولون ، واللجوء لنفس السياسة التي ثرنا من أجلها جميعا وهي سياسة التخويف .
الكارثة الكبرى أننا أصبحنا نعاني من 40 مليون مفتي ومحلل تاريخي وسياسي . إن ما يشغلني الأن أن كل هؤلاء يدعون الوطنية في حين أنهم منشغلون عن العمل من أجل الوطن بالكلام ، فلم نسمع عن أحد منهم قام بورشة عمل لحل مشكلة سكان المقابر مثلا أو العشوائيات أو تنمية الصناعات الصغيرة ....إلخ .
ورغم كل ذلك فأنا مطمئنة تماما أن الشعب المصري لا يقبل اقتلاع الجذور الدينية من أرضه الخصبة المعطاءة التي طالما غذت الدنيا بثمار الإسلام . ولن يفرط أبدا في هويته الدينية التي تجري في دمائه . لذا حتما ستبوء محاولاتهم بالفشل تماما كما حاولوا أن يروجوا لفكرة التطبيع مع الصهيونية لبضع وسبعين سنة وكانت النتيجة هي خروج الملايين من المصريين في الانتفاضة الفلسطينية الثالثة يهتفون : قالوا علينا ولاد العم بيننا وبينكم بحور الدم.