كُّنا فَمْا فَرِحْنّا.. فَبُّنا فَمْا حَزِنّا
كُّنا فَمْا فَرِحْنّا.. فَبُّنا فَمْا حَزِنّا.؟
صادق الصافي
نطق الشاعرالوطني أحمد مطر, وتكلم نيابة عن لساننا الضعيف.! فوصف أحباء الشعب؟ ..الملوك والرؤساء والحكام الأمراء العرب ؟.. صورة الحاكم في كل أتجاه ..أينما سرنا نراه , في المقاهي ,في الملاهي, في الوزارات, وفي الحارات , في البارات والأسواق والتلفاز والمسرح والمبغى ,وفي ظاهر جدران المصحات ... وفي داخل دورات المياه , أينما سرنا نراه , صورة الحاكم في كل أتجاه .. باسم , في بلد يبكي من القهر بكاه !... ناعم , في بلد حتى بلاياه ..بأنواع البلايا مبتلاة !... صادح, في بلد معتقل الصوت ومنزوع الشفاه !...سالم ,في بلد يُعَدمُ فيه الناس بالآلآف يومياً بدعوى الأشتباه ! ..صورة الحاكم في كل أتجاه , نعمة منه علينا ,أذ نرى حين نراه, أنه لم يزل حياً , ومازلنا على قيد الحياة ..؟
هناك رواية في التراث مشوقة ورمزية, منسوبة لقائلها الأمام علي-عليه السلام – المعروف بالصلاح والحكمة - يَتَمَنْعْنَ وَهُنَ الرَاغِباتْ – قالها رجل وترفضها النساء غالباً لأنها ترتبط بمعنى – حسي – جنسي- كشئ سحري مثير يغوص في أعماق النفس و يستنطق الحواس والمشاعر الأنسانية, والرواية تدل على كل أنثى تتمنع عن الرجل,وهذا التمنع , مصحوب بنوع من الدلال والغَزَل أوالتأكيد على الرغبة في الأمتلاك لما هو أبعد .! أوافق أستخدام هذه الرواية على الحكام والملوك والرؤساء العرب في جانبين.. وأذا كنت ناسي أذكرك بعلاقة هؤلاء – الممتنعة الراغبة- مع أمريكا وأسرائيل, وأذا كنت ناسي اللي جرى, جيب الدفاتر تنقرا .! ومن لحق الغراب يدلك على دار الخراب .؟ أما الجانب الآخر علاقة هؤلاء الحكام بشعوبهم , كعشم أبليس بالجنة .! وطبع اللي في البدن مايغيره اِلأ الكفن.!
أذا عقدَ القضاء عليك أمراً ---- فليس يحله أِلا القضاء
فمالكَ قدْ أقمتَ بدارِ ذُلٍّ ---- وأرض الله واسعة فضاء
تبلّغْ باليَسيرِ فكلُّ شئٍ ---- من الدنيا يكون لهُ أنتهاء
في زماننا الردئ هذا نحن بأمس الحاجة الى أن نستذكرالقصص والحكم فلنا فيها عبرة .!
يحكى أن ملك أعرج, و- أعور- يرى بعين واحدة, دعى هذا الملك –رسامين- ليرسموا له صورة شخصية,شرط أخفاء عيوبه في الصورة, فرفض الرسامين هذا الطلب لصعوبته.! كيف يرسمون الملك بعينين ! وهو لايرى أِلا بعين واحدة ! وكيف يرسمونه بقدمين سليمين وهو أعرج ! لكن وسط هذا الرفض وافق أحد الرسامين لعمل هذه الصورة ! فرسم صورة الملك واقفاً ,ممسكاً ببندقية الصيد,وهو يغمض أحدى عينيه , ويحني قدمه العرجاء ليصوب على الطائر! وهكذا رسم صورة الملك دون عيوب ! فستر أخطاءه.؟
ومع أن ديننا أمرنا بألتماس الأعذار للآخرين, في الجانب الأيجابي ! لكننا كما يقال في المثل – لاتدير قفاك للدبابير, وتقول منايا وتقدير-, نجد عظم الذنوب وفداحة أخطاء الحكام العرب في أنفسنا وفي أنفس الملايين من أبناء بلادنا, زادت عن حدها ! لا يمكن سترها أو أخفاءها ؟ أنه وطني العزيز!وأرضي العربية تضيع !.. الحقوق والحريات تنتهك..! دماء أبناء الشعب تسيل ! خيرنا لغيرنا .. الحبل على الجرار...؟ ضعف يؤدي الى الندم والمذلة ؟ علاقة هؤلاء الحكام تشبه الى حَدٍّ مْا حكاية هند مع الحجاج, حيث تزوج الحجاج من أمرأة عربية أصيلة رغماً عنها وعن أبيها, أسمها –هند- كانت تحتقره في قرارة نفسها ! ذات مرة وبعد مرور سنة ,جلست هند أمام المرآة تندب حظها العاثر, فسمعها الحجاج فغضب منها, وأراد أن ينكل بها ! فدعى خادمه وقال له أذهب أليها,وبلغها أني طلقتها ! وأوجز بكلمتين فقط, لو زادت كلمة قطعت لسانك, وأعطها هذه العشرين ألف دينار, فذهب أليها الخادم .. فقال لها.. كنتي فبنتي ؟ يعني كنتي زوجته.! وقالت له .. خُذْ هَذِهِ العشرين ألف دينار لك بالبشرى التي جئت بها. فغلبت كيد الحجاج ....... والقصة تطول..؟
متى تحتفل الشعوب العربية .. بأنتصارأرادتها الوطنية , على كيد الحكام .؟
هي حالات شدة و رخاء .... وسجالات نعمةٌ وبلاء
بيني وبين قاتلي حكاية طريفه .. فقبل أن يطعنني حلفني بالكعبة الشريفة ..؟
أن أطعن السيف أنا بجثتي .. فهو عجوز طاعن وكفه ضعيفه .؟
حلفني أن أحبس الدماء.. عن ثيابه النظيفه .. فهو عجوز مؤمن, سوف يصلي بعدما يفرغ من تأدية الوظيفه .. شكوته لحضرة الخليفه ! فرد شكواي لأن حجتي سخيفه .؟