الشعر
أنمار محمد محاسنة *
[email protected]
الشِّعر هو ما شعر به القلب ووافقه العقل وترجمه اللسان.
الشعر ملكة ٌ تعطي صاحبها أحقية التعبير عن أحاسيسه، وجعل
الآخرين يشاركونه هذا الشعور.
إن الشاعر – في رأيي – هو لقبٌ يمنحه جمهور القرّاء لمن يكتب
الشعر ببراعة، وليس كل من كتب الشعر أصبح شاعراً، فالشعر مراتب، وكذلك كتابه، وكما
نعلم أن من الشعر الرديء، والجيد، والمميز، وكذلك من كتابه الشاعر، والشويعر،
والشعرور، وإن كان الأخير لتحقير صاحبه أقرب.
الشاعر هو لقبٌ أكبر من أن يمنحه صاحبه لنفسه، أو يلصقه بنفسه
عنوةً، ولو كان كل من كتب شعراً له أحقية الحكم؛ لأصبح جميعهم شعراء، سيان بين
المميز منهم والرديء، ولن يترك الكاتب – في هذا الوضع – مكاناً ينقده القرّاء من
خلاله، ويقوِّموا ما اعوجَّ من كتاباته، فقد استغنى عنهم، ومنح نفسه هذا اللقب دون
الرجوع إليهم، ونصب نفسه "الشاعر" بخط ٍّ عريض، فهو كتب، وهو نظر، وهو نقح، وهو
نقد، وهو نصَّب ولقب، فلا داعي للنقاد والقرَّاء إذن.
إني لأجد الشخص هذه الأيام يكتب أبيات قصيدته الأولى، فينسج في
ختامها كلمة "الشاعر"، فلم يمنح للآخرين أحقية قراءة كتاباته بعد!
وإن سألته ..... "كيف حصل ذلك؟"
يدهشك بقول:"أنا حكمت .....وأنا منحت"!
أو "أنا أكتب لنفسي ...... ولا أحفل برأي أحد"
أو كآخرٍ افتكر نفسه "لويس الشعراء" ..... إذ يقول لك:
"أنا الجمهور والجمهور أنا"
لابدّ للكاتب أن يقبل رأي جمهوره – أيّاً كان هذا الرأي –
ويناقشهم به، فهو لمصلحته أولاً وأخيراً، فيعدِّل ما وجب التعديل، فما اختلف جمهورٌ
على شخصٍ إلا وكان أمره عظيماً، بما فيهم أعظم شعراء الخليقة على الإطلاق وهو
"المتنبي".
* هندسة اتصالات