مفارقة مباركة

د. بلال كمال رشيد

[email protected]

هم باقون حتى يرحل

هو باق حتى يبقى

هم في الميدان شعب لاقائد لهم

هو في كل مكان  يبحث عن شعب له

هو أمامه مصيران إما الرحيل وإما الموت وكلاهما نهاية وموت

هم أمامهم التغيير  أو الموت وكلاهما شهادة ونصر وحياة ، شهادة ميلاد وبلاد

هو عاش ثلاثين عاما يجمع  المليارات فلم ير ولم يسمع  من الشعب أنات واهات  !!

هم عاشوا ثلاثين عاما ولم يروا إلا وجهه مواجها وجيها رئيسا !!

هو بعد ثلاثين عاما جلس، وهم بعد ثلاثين عاما قاموا وانتفضوا

هو لم يستطع أن يغير فيهم شيئا توحد عليه الصغير  والكبير ، المسلم والقبطي ، الغني والفقير وقالوا كلمة واحدة فيه !!

هم استطاعوا الآن أن يغيروا في ثوابته الشيء الكثير  ، فغير وبدل ، وقدم وأخر ، وعزل ومنح ، وعدل وأضاف ، ولم يستطع أن يوحد من القادة والشعوب والأمم واللمم أحدا عليهم ،ولم يستطع لهم دفعا ولا منعا   !!!

هو حكمهم بنظامه ثلاثين عاما وهم سيخرجونه بنظامهم مدحورا مقهورا!!

القاهرة قاهرة أعداءها وقاهرة كل من أراد إذلالاها حتى ولو كان من أبنائها

هو لايعرف الآن وجهة يتجه إليها ،وهم عرفوا وجهتم واتجهوا بقلب واحد إليها

هو محمد الذي لم يسر على نهج محمد صلى الله عليه وسلم أبدا !!

هو حسني الذي لم يحسن لشعبه أبدا !!

هو المبارك من أعدائه، المهان من شعبه ، الذي برك في قصره، ينتظر ما ينتظر من نخبه أو نحبه !!

هم الشعب المحمدي الذي سارعلى نهج محمد  في احقاق الحق، في تحكيم الشرع ، هم المحسنون العادلون  المباركون ببركة الله !!

هو الزمن الغابر وهم الزمن القادم بالجديد والأمل ، هم الحلم ، هم المستقبل !!

هو الراحل  الخاسر  إن عاش وإن مات  ، وهم الباقون الرابحون  أحياء وأموات ، هم الخالدون المجاهدون ، هم الشعب ،  لا صوت يعلو على صوتهم ، صوتهم هدير ، بيدهم التغيير  والبناء والتعمير ، وتقرير المصير ، هم الشعب حين يكونون قلبا واحدا ،ولسانا واحدا ،ويدا واحدة ،

هو الظلام ،وهم النور ولا يبدد الظلام إلا نور ولو كانت شمعة تحترق وتضىء لمن حولها !!

هو لم يجد من يقف إلى جانبه أحدا  من الرؤساء والشعوب والدول ، وهم وجدوا الأمة كلها تنادي وتبارك ثورتها !!!

هو نال الخزي في الدنيا وسيناله في الآخرة ، أما هم فقد فازوا بالحسنيين !!!!