بحر الحياة
سماح سليم شمالي
هي بحرٌ تلك الحياة , حيث لا بداية ولا نهاية فلا حدود , فالواثق الطامح يدخل ذلك البحر ويعارك أمواجه ويصارع هيجانه ويتحمل غدره أحياناً و يتمتع بصفوه أحياناً أخرى , أما الواهم الخامل فلا هناء له بتلك الحياة قد يتمتع بصفوها حينما تصفو ولكن عندما تهيج وتغدر فسيكون كذاك السمك الذي يلفظه البحر لرداءته أحياناً ولمفارقته الحياة أحياناً أخرى ,
عارك , اقتحم , تحمل , فلربما يبدو لك عدم القدرة على الشيء ولكن يكفيك أنْ جربتْ.
أَجْمِلْ بتلك السفن قد تغرق أحياناً وقد تصد مسيرها رياح غدرٍ وتأبى أن تترك البحر !
فلنكن سفناً لا ننتظر أن يلقي لنا البحر ببضع سمكاتٍ رديئاتٍ أو ميتات , فهلا رأيت بحراً يلفظ دررٌ و جواهر , أو هل رأيت بحراً يرمي لؤلؤاً و مراهم ؟ كلا , فمن أراد الدرر والجواهر لا بد من أن يعارك الموجات ويقع في الأعماق وقد يرى عتبات الغرق فليريها الإصرار و الطموح وليعلو على تلك الضربات التي يتلقاها فالنهاية أن يصل لنهاية ويرفع كفه ملوحاً ليراه البائسين الذين لا زالوا يقفون على عتبات الشطآن ويقول هكذا يتحقق الطموح !
وليعلم من يئس ..! أنه بمجرد الدخول في بداية الشطآن ستدفعك هي إلى الأمام ف بالدفع و الطموح ستصل لنهاية تمنيتها طويلاً و ضحيت لأجلها كثيراً !