لمن العيد اليوم
د. بلال كمال رشيد
[email protected]
للعيد في نفس كل واحد منا حكاية ، فيه عودة للروح وللذكريات ، فيه تستيقظ المشاعر ،
فيه تفتح القلوب والأبواب على أسرارها، وتكشف أو تغلق الحجب والستائر، ثمة كرم
واسهاب ، عيون وشفاه باسمة ، أو عيون وشفاه باكية ، ثمة فقد وافتقاد ، ورضى وعتاب
، وسؤال وجواب ، وفرح وترح، وكبير وصغير ، ويد عليا ويد سفلى ،ثمة مسافر وغائب
وعائد ، ثمة وليد ..وشهيد .. وميت جديد !!!
في
العيد كل شيء جديد ويتجدد!!! هو السؤال الدائم : بأي حال عدت ياعيد ؟؟!!
يسألونك عن العيد قل فيه مسرة لناس و حسرة لناس آخرين ، ما العيد إلا مشاعر تنتابنا
،
العيد شعار وشعور عام ... بهجة.. فرح طفولي .. براءة.. تظاهر وتفاخر بكل جديد.. يغض
الطرف عن شعور خاص هنا أو هناك !!!
العيد بسمة ظاهرة طاهرة نقية ،أو بسمة تائهة باهتة ، تأتيك على استحياء، أو دمعة
ظاهرة لقلب مستتر بالحزن والأنين !!!
العيد عادة وعبادة وعيادة :
عادة في استئناف العادات واحيائها .. في لبس الجديد ..في القهوة..في إحياء الحفلات
والأعراس ..في الطعام والشراب.. وتناول الحلوى.. في فرح الصغار بكرم الكبار.. في
النهار الطويل .. والسهر الطويل ..في طي المسافات بين الجهات.. وفي طي الخلافات بين
القلوب موسم للتسامح والتصافح..و تبادل التهاني.. في الاتصال والتواصل !!!
العيد عبادة.. تتويج لطاعة صيام أو حج ... تزاور.. صلة أرحام ..تبسم في وجه الصديق
والرفيق والشقيق وعابر الطريق .. ... صدقة وشفقة .. افتقاد لذوي الحاجات .. دعاء
ورجاء !!!!
العيد عيادة مشفى ومرضى.. تذكر لأسرى وجرحى وقتلى ...وذكرى لقلب لعله يخشى و يتزكى
!!
العيد ليس قطعة حلوى تؤكل ، وليس زيارة تقضى ، ولا مالا يصرف ، ولا لباسا جديدا
يلبس ، العيد عودة إلى ما كنا عليه ، ومع من كنا معه ، عودة للمكان الحميم.. والشخص
الرحيم.. عودة للمعاني التي كبرنا بها ومعها وعليها ، فإن وجدناها وجدنا العيد يطرق
أبوابنا وقلوبنا ويكشف عن أفراحنا ، وإن غابت تلك المعاني كشفنا عن أتراحنا وعانينا
الأمرين :عدنا إلى ذكرياتنا وحزننا مرة...... وعدنا إلى اجترارها -ونحن نشهد
ونشاهد فرح الناس -مرات أخر!!!
فلمن العيد اليوم ؟؟؟!!
العيد خفقة قلب يحن أو يئن... ولسان يشكر أو يشكو ... يجمع الأضداد ... يختصر
الحياة في سنتها.. دعوة للتفكر والتأمل ...دعوة للاتصال والتواصل مع الأحياء
والأموات على حد سواء !!!!