حال أمةٍ بائسة: عذل أم عدل أم عذر؟
و هل أمة لم تحافظ على لغتها ؟ على تراثها ؟ على تاريخها ؟ تستطيع الرقي و اللحاق بالركب الذي كان همجا هامجا و لا زال إلى الآن ؟
أمم لم تكن لها لغة ، فحبكت أحابيكها السخيفة و خدعت التاريخ ثم ألزقت لغة تعبر بها عن نفسها - اليهود - .
أمم لها إذا اعتزت تاريخ بائد ، و لكن رغم هذا التاريخ الذي لم يؤرخ خدعت الملأ و صنعت من لا شئ تاريخا تزينت به .
يا أمتي البائسة ما الذي حلَّ بك و أنت حضارة عظمى ، و لغة لا تفنى ، و كتاب فصله رب الأرباب على علم و نبي أرسله الكريم رحمة للعالمين ؟
يا أمتي قفي نسائلك هل غاب القلم و الكتاب حتى لم تقدري على كتابة شيء في هذا القرن تفخر به الأجيال القادمة ؟
يا أمتي لعل لك عذرا و نحن نلوم ، كلاَّ يا أمتي ما لنا و الركب يسير أي عذر !!!
يا أمتي هل أفجعك الحاقدون حتى تخاذلت عن المسير ، يا أمتي هل أثكلتك إحن الأمم أم المحن ؟
يا لغتي لم يكتفوا بواقعك حتى شيدوا لك الرَّمس المرصع بلآلئ البهتان تَسُرُّ الحاقدين ؟
غدوت سبهللا يا أمتي تروحين بالرجاء تارة و تعودين بالخيبة تارات و لا شيء يرجى من رواحك إلا إثكال العزائم الناهضة ؟
يا أمتي لو رام منَّا أبيٌّ لفظَ هذا الضيم ، وتحطيم هذا القيد عنك ، هب له حتما حَـجَــزَةٌ ظُــلاَّمٌ يقعون على الأخضر واليابس ، فكوني من هذا على ذخر ......
يا أمتي رأيت بنيك أقوى ما يكونون عند خذلك ، و أجبن حالا حين يزعمون نصرتك ، إنَّ هذا لشيء عجيب !!!
يا أمتي كأني أسمعك تتمثلين قول الشاعر حين يقول :
لو كنتُ من مازنٍ لم تستبحْ إبِلِي --- بنو اللقيطةَ من ذُهْلِ بنِ شَيبَانا
لكن ..... ذاك زمان إذا استنجد المرء هبوا لنصرته أما هذا الزمان فمَن لكِ بالأحرار و القومُ كلهمُ أغرار !!!
يا أمتي خذلناك فسامحينا ، و لا ذذنا بالصوارم المعتدينا ، و ما نصرناك و لو كنا قادرينا ، فسامحينا يا أمتي سامحينا.