تصبحين على كفن

رحاب دويكات

لم أكن أتخيل يوما أن تخلف الشمس وعدها.. ففي كل مره انتظرها في نفس المكان وعلى حافة الزمان نفسه نشق ساعات النهار معاً ويدها تمسك يدي على قبضة واحده نقسم النهار بيني وبينها نصف لها ونصف الآخر تهبه لي أساير فيه ما تبقى من أغصان عمري أقلمها  غصناً غصنا ورقةً ورقة لاستقبلها في اليوم الثاني بثوب جديد.

وفي كل دمعة تقاسمناها سويا لها أن تمتص الألم الساكن فيها ولي وان ابيض بها صفحه أحزاني.

وفي كل بسمه تمر على أفواهنا نقتسمها بيننا فلها أن تلون بأشعتها رحيق أنفاسي ولي منها أن أطرز بها ثوب كلماتي.

وعلى أطراف الغروب وفي خطىً مترددة نقف سويا نتهامس عن غدنا من سيأتي أولاً نتقاسم موعد الشروق بيننا فان تأخرت عن فجر يومي ماتت أنفاس الصباح وذبلت قطرة الندى على شرفة النهار.

وان تأخرت عن فجرها ماتت أنفاسي تتساقط مطرا يروي صمت رحيلي بلا أمتعة تزين فصول عمري ولا أوراق تزهر على براعم قلبي ولا بيت يضم قطع أحلامي المنثورة بين خطى الظلام.

وفي يومنا الموعود... غطت الشمس في سباتها العميق وتأخرت عن الطلوع وهي تتثاثب خلف الغيوم... وأنا انتظر وعلى أجنحة أفكاري ترقد أسراب الغربان تنعق الشؤم في أملي

وتناثرت على رأسي النجوم تنفث سمها في صبري .

وفي أذني يقهقه القمر ساخرا بأعلى صوته , اذهب ....

فلا نهار لك  فشمس يومك تكاسلت عن القدوم, وغطت في سباتها وتأخرت عن فجرك فلعلها أثقلتها حمل طموحك عن النهوض ونامت في غيبوبة أبدية.

سأنتظرها قليلا

لعلها تسمع أنفاسي فتصحوا من غفوتها أو لعلها غفلت عن موعدنا...

فها قد بدأت أنفاسي تتساقط مطرا يروي صمت رحيلي بلا أمتعة ولا ورق يضم قطع أحلامي المبعثرة بين خطى الظلام.

فإذا كان كذلك...

فهنيئا لك

وتصبحين على كفن يضم ضلوعي يا شمس نهاري وتثائبي خلف أحلامي وآمالي .

وخلف صرخة الروح من جسدي...

كفـ فتصبحين على ــن