وَادِي السَيحْ، سَئِمْتُ مَضْغَ الحَسَرَاتْ

وَادِي السَيحْ، سَئِمْتُ مَضْغَ الحَسَرَاتْ..

ماجد بن سليمان

[email protected]

 أيها الوادي:

جلست على رملك الذهبي، أخط بعود عوشزةٍ أنهكته رياح الصيف المحرقة،آخر درر القصيد، أمتعُ أنفاسي بثياب هواك العليل ، وأُلصِقُ جبين روحي المتعب على جدار أيامك الحنونة.

 لقد أُجْهِضَتْ محبَّةُ الديار والقِفَار في قلبي، إلا محبتك التي غُرِسَت كالرمح الديني في ظهر قلبي، ولكني لا أطلبكَ ثأراً بل أطلبكَ قرباً وعمرا.

 وَادِي السَيحْ،سَئِمْتُ مَضْغَ الحَسَرَات، وابتلاع العَبَرَات، وضياع ندائي خلف الراحلين والمدبرين بلا عنوان،هل سأهوي على أوراقي بقلمي النازف!، وأؤلم السطور والحروف بشجني وحزني!، أم أشارك القمري غناؤه وقلقه!!.

 لا أدري في أي وادٍ بعد واديك أهيم !!، وفي أي بقعةٍ غير أرضك أنحر فوق رملها دمعي وألمي!!.

 وادي السيح، لقد وَخزتُ جنب ناقتي بعرقوب الحاجة، والسعي إلى طلب الرزق ، فلم أترك بَوَادِيكَ كُرْهَاً، ولم أُغَادركَ طَرَبَاً ، أو أُجَافِيكَ وَجَعَاً، سأعود إن كُتِبَ لي في لوحي بإذن الله.