قصتي مع الوعي

كاظم إبراهيم مواسي

-خاطرة ليست ذاتية بالضرورة-

كاظم إبراهيم مواسي

[email protected] 

www.kazemmawassi.blogspot.com

لا اعرف كيف يغيب وعيي الخاص بتدخين السجائر ،عندما ، أمرّ بأية مشكلة. أشعل سيجارتي الطويلة ،وأدخن فلا أشعر أنني أشعلتها أو أنني أشهق وأزفر دخانها ،وبعد دقائق أنسى أنني دخنت فأشعل الثانية دون أن أراقب نفسي ،وأشعل الثالثة والرابعة والخامسة حتى تنتهي العلبة بعد أربع ساعات دون أن أشعر بذلك ودون أن أراقب نفسي .

هذا الأمر استوقفني مؤخراً ،لأقف وقفة مع الذات ،هي وقفة الوعي الذاتي لفعلتي،فكما للتدخين احتجت للوعي الذاتي ، رأيت أن الوعي الذاتي يلزمنا في جميع مجالات الحياة ،وفي كثير من المجالات لا يسمح الإنسان لنفسه ان يفقد الوعي الذاتي ،كالوعي الذاتي الاقتصادي أو الخاص بالأسرة أو الخاص بالمجتمع الذي نعيش فيه ، فصرت أفكر في مجالات الوعي وأين أقف أنا فيها كالوعي الذاتي لقدراتي وقدرات الآخرين والوعي الذاتي لثقافتي وثقافة الآخرين.

فعلاً انتبهت لنفسي وصممت على التقليل من تدخين السجائر والانتباه إلى كل سيجارة أشعلها والحقيقة أن السيجارة لا تمنحني شيئاً سوى التسلية والأنس الذي نادراً نجده في المجتمع الذي يتمحور على تبادل المصالح و"الانترس" .

على ذكر المجتمع فاليوم صرت أرى ما لم أره من قبل لانشغالي بأموري الخاصة، هذا المجتمع يحوي الأغنياء والفقراء ،والمتعلمين وغير المتعلمين ،والكبار والصغار ،والمحترمين والجانحين ،والمتدينين وغير المتدينين ،فأدركت آن مجتمعنا غير متجانس والفروق بين الناس متباينة منها ما كبير ومنها ما هو صغير،فصار لدي وعي خاص بالمجتمع وهذا أمر مطلوب لبلوغي الخمسين ،فعرفت وأدركت أين أنا ومن أنا بين الناس.