يوم جاءني وطن
ثامر سباعنه
سجن مجدو - فلسطين
قبل حوالي ثلاث سنوات رزقني الله سبحانه وتعالى ابني البكر الذي سُمي ( وطن ).
اسم غريب ... له عدة معانٍ خاصة اذا علمتم كيف علمت بقدومه !!
قدّر الله لي ان اعتقل لدى الاحتلال بعد اشهر قليله من معرفتي اني سأكون اباً ، وهناك – في المعتقل – كنت احلم يوميا بهذا الطفل المنتظر الذي علمت من المحامي انه سيكون بإذن الله ذكر، كنت سابقا قد اتفقت مع زوجتي ان نطلق على مولودنا إن كان ذكرا اسم قيس .
بعد اشهر من الأسر .... محروم من زيارة الأهل.... لا أعلم حالهم .....كنت اتوق لمعرفة أي شيء يطمئنني عنهم .
وجاء ذلك اليوم الذي لن انساه ما حييت .... بينما انا ورفاقي الأسرى في غرفتنا نتناول طعام الفطور ونستمع إلى الراديو لمحطة راديو البلد - محطه محليه من محطات محافظة جنين- اعلن المذيع ثائر ابو بكر الذي كان يقدم الاخبار المحلية الصباحية وكان يذيع يوميا اخبار تخص اسرى المحافظه ، فأذاع خبر: لقد رزق الأسير ثامر سباعنه امس بطفله البكر وطن .
توقفت الدنيا ... توقف التفكير ... تخالطت الاحاسيس ... فرح ... حزن ... ألم .... شوق ...الدموع تمزق حواجز العين والفرح مرتسم على الوجه... وهنا تعالت صيحات الأسرى في كل الغرف ومن كل فصائل الوطن ... كلهم يشاركوني فرحتي ... كلهم يصيحون مباركين لي قدوم الحبيب الغالي...كل الأسرى حولي فرحين مسرورين وكأنهم هم من رزقوا بالمولود ... حتى ان بعضهم قد سارع لتوزيع ما توفر من حلوى فرحا بقدوم وطن.
لكن لماذا وطن ....
وطن لأني أحببت وطني ... بل عشقته ...وأنا اعلم أن وطني رغم جراحه سينهض من جديد يتكئ على أبنائه ... الاخوه الذين لن يبقوا إخوة أعداء إنما سيعودون إخوة الدم ... إخوة التراب ... إخوة الوطن.
هكذا هو وطني الساكن في قلبي