شطآن اللغة
شطآن اللغة
ثامر إبراهيم المصاروة
إنَّ المتأملَ لحال اللغة العربية، والمتمعن في أحوالها والقريب منها والمطلع عليها، سيرى في نظرتهِ هذه العجب العجاب باتت شطآن اللغة مهجورة خاوية، راح السلف ولم يفلح الخلف في حمايةِ هذه الشطآن، ذهب الأوائل ذهب المؤسسون وتركوا وراءهم خَلَفًا ليتهم لم يتركوه !!! .
فقد أساء الخلف إلى السلفِ، لقد ابتذل الكتّاب والشعراء والمحدثون اللغة وسيّروها حسب أهوائهم فأصبحت اللغة أو ما يكتبون وما ينشرون بالأصح ركيكًا ويسمون ذلك كتابةً وشعرًا إلا من رحم ربك منهم، ونحن في الحقيقة لا نعيش إلا على فتات الفتات الذي تركه عتاولة اللغة، ونحن على مائدتِهم إني واللهِ لأبغض ذلك الكاتب الذي يكتب مجموعه من الأسطر الخاليه من المعنى أو الروح ويسمي ذلك شعرًا، شعرًا حديثًا !! .
يا للهول لو كان أبو الطيب المتنبي حيًا لقتل أمثال هؤلاء الأشخاص وأجرم بهم إجرامًا؛ لأنهم ابتذلوا ما صنع وما صنع أقرانه فحرّفوه تحريفًا كبيرًا بل والأدهى والأمرُّ من ذلك كتّاب المقالات والقصص والروايات ولسوء الحظ لو كان الجاحظ حيًا لم يِقلْ صُنعه عن الذي سيفعله أبو الطيب .
إني لا أُعمم كلامي هذا على جميع الأدباء، ولكنّ هناك أشخاصاً ما زالت غيرتهم على العربية وعلى كتاباتها، فيأبون الانحراف عن سبيل أجدادهم وهم الذين يشدون أزر اللغة وهم الجدار الذي تستند عليه في الوقت الحالي وهم حُرَّاس هذا الشاطئ (شاطئ اللغة)، لكنهم ليسوا بالكُثر إنهم يحتاجون للمدد، يحتاجون للمدد، يحتاجون للمدد .