الكتاب المسموع.. والمعرفة الجديدة

عبد الله زنجير *

(عضو رابطة أدباء الشام)

[email protected]

أنهيت للتو قراءة كتاب (أبي آدم .. قصة الخليقة بين الأسطورة والخيال) للدكتور عبد الصبور شاهين. وكنت قد قرأته منذ عشر سنوات, عندما صدر عن دار الروافد الثقافية في القاهرة. وهذا الكتاب الذي لاتزيد صفحاته عن المائتين, يقوم على ركيزتي الآيات المنزَّلة والأحاديث الصحيحة. وهو يهدف من وراء تأليفه إلى انتزاع العقل المسلم من براثن النقول الإسرائيلية الدينية, المحشوة بالخرافات المنافية لكل ماهو عقل وعلم ونور!

لقد بُحَتْ حناجرنا ونحن نبحث عن رغيف فكرة, في عالم متكبر متجدد لايعترف بغير المعرفة من أجل التعارف. وتعميم الأفكار والأصوات (عكس تكميمها) وهي السبيل السنني للتغيير الحضاري المرجو.

ويأتي الكتاب المسموع نسخة معاصرة لما نأمله من ثقافة متفاعلة. وأمثال هذا البحث الجاد الذي استغرقت كتابته (ربع قرن)فقط!!, يجدر تحويله إلى مادة مسموعة بمؤثرات إذاعية راقية, ترتشفه القلوب الظامئة للقلم والقراءة.

ومن هذا المنبر نتواصى, فنذكر ونتدبر وندبر, ولانكتفي بقول (الصلاة خير من النوم) بل نخطو إلى الفعل والفاعلية, ريثما يصبح هذا المشروع ملء السمع والبصر والأرفف.

إن محاولات قامت في هذا المجال, لكنها تعثرت لأسباب ما, يأتي في طليعتها عدم التشجيع. فقد أصدر المجمَّع الثقافي في أبو ظبي نخبة من الكتب والمختصرات المتنوعة, وكذلك ماأنتجته بعض المؤسسات مثل: الفجر والنور وحرف وقرطبة وعرب ميديا والسلام والعالمية, لبعض العناوين المختارة. وتوجد تجربة لشركة "سنا" في جدة التي أخرجت سلسلة كتب مسموعة, منها رياض الصالحين وإحياء علوم الدين والوقت والنجاح للدكتور البراء الأميري, وبعضها بلغت كلفته أكثر من مائة ألف دولار. ورغم ذلك يمكن الاستمرار في هذه المحاولات من حيث انتهت, وببرمجة تسويقية واستثمارية حقيقية. قد تعتمد نظام الوقت أو القرض الحسن أو الدعم الجزئي, أو غيرها من تجليات المجتمع المدني. ريثما يصبح هذا النوع من النشر المتطور والإلكتروني متاحاً لكل أذن عربية.

المعرفة الجديدة تنتظر الوسائط الجديدة, ولايكفي أن نحصر كل عالم الإنترنت والكاسيت بغرائزنا السفلى. وكثير من الروايات الرائعة والكتب العظمى, ماتزال بانتظار .. العبور.

               

* كاتب سوري