أين نحن من هذه الفنون؟!!
هنادي نصر الله
طعنةٌ واحدةٌ في صميم القلبِ قد لا تكفي لأن تصدر حكمًا عامًا بأن العدالة ضربٌ من الخيال عند البشر،أولم يقل الشرع"ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة"؟!.
هذا في حالِ تعدد الزوجات، لعله ينطبق أيضًا على تعدد الأحزاب والمرجعيات والتنظيمات والإنتماءات والاختلافات في وجهات النظر وفي أوجه الحياة وأنماطها عند البشر!
لا يُعقل أبدًا ما يحدثُ في بيتنا الدافئ من تمييزٍ مقيت بيني وبين أخي أو أختي صرخةٌ خرجت من أعماقِ قلبٍ بريء عانى كثيرًا من تمييز الوالدين بقصدٍ أو بغير قصد بين الأبناء..!
قد يكون هنا التمييز متعارف عليه؛ لاسيما وأننا نعيشُ في مجتمعٍ شرقيٍ تحكمه عادات تفضل البنين على البنات وتردد دائمًا المثل الشعبي"هم البنات للممات"!.
لكن الغريب والمؤسف أن تتحكم الأهواء الشخصية والاعتبارات الحزبية في طريقةِ انتقائنا للبشر، مؤسفٌ جدًا أن نقول هذا لا يصلح لأنه لم يدخل قلبي، لم يدخل مزاجي، لا يُوافقني رأي ولا يُشاركني اتجاهي!.
مخطئٌ من يحكم على البشر منذ الوهلة الأولى، الانطباع الأول له دوره ولكن هو ليس نهاية المطاف، أين نحن من المثل الذي يقول" لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست أشهر"؟!.
لماذا لا نأخذه ركيزة في تعاملنا، خاصةً مع أولئك الذين يرتدون جلودًا غير جلودهم، ويستخدمون الأقنعة الكاذبة لتزييف ملامحهم الحقيقية المبنية على الغش والخداع؟!!
لماذا لا نُعامل الناس المعاملة التي تليق بهم، لماذا لا ننزلهم منازلهم؟ ولماذا نحكم عليهم حكمًا سطحيًا يشطرُ آمالنا في العيش بسعادةٍ وهناء لاسيما عندما يكون حملنا السمو والتعالي على المكاره وأهواء النفس؟!
فن " التعامل" وفن "الاختيار" وفن "التوظيف" وفن "الإجتهاد في البعد التام عن الأهواء والحزبية"؟ أين نحن من هذه الفنون كلها؟!
أجزم أننا لا نتقنها ولا نُجيد التعامل معها مجتمعةً.!!
أكتبُ هذه الكلمات وأنا أحاول أن أبتلع صدمتي وهلعي ممن حولي الذين ظلموا ولازالوا يظلمون، أكره من لا يُعير الأخلاق بالاً، وأكره مالا يُعير الكفاءة اهتمامًا، وأكره من يهتم بالمظهر الخارجي الخداع أكثر من الجوهر والمضمون، أكره نفسي عندما ترى منكرًا ولا تسعى لتغييره حتى لو كلفني ذلك حياتي، أكره ذاتي عندما أرى أناسًا يُظلَّمون يتعذبون، يبوحون لي بوجعهم؛فأسمعهم وأنا أحترق، أذهبُ لأنصفهم؛فأرجع خائبة نتيجة قراراتٍ جائرة!!.
الظلم أنواعٌ وأشكال؛فيا معشر البشر الكرام، لا تظلموا، انتبهوا، اقسطوا بين الناس، إن الله يأمركم بالعدل، آلا تعتبروا من النهايات المدمرة لسلاطين وملوك وحكام وقادة ورجال أعمال ومسؤولين وموظفين وأزواج كانوا ظالمين فكان الهلاك مصيرهم.
أقسم بربي لن أُسامح نفسي إن قصرت أو أخطأت كما لن أسامح من قصرّ أو أخطأ بحق غيره أو بحقي، والله على ما أقوله شهيد؛فماذا تقولون أنتم أيها القراء الأعزاء؟! فكروا وقرروا..