رصاصة في الخاصرة
رائد شريدة
عندما تبحر بنا الأحزان إلى لجّة المغيب تختلج في خاصرة العبارة الدموع والعبرات، وعندما يدلهمّ الخطب يسكت البوح، وحينما يستصرخ الصمت في هوّة الصدى تتزاحم الأصوات، فتنفجر الكلمات بشظايا الأسى وبراكين الإحساس، ألمُّ بعثرة نفسي، وأنزوي في ركن التيه، وأضعُ ألف علامة استفهام عمّا يدور في خلدي من تفكير تمازج فيه الإيمان والشيطنة معاً، بل أرسمُ في دفاتر أيامي علاماتِ تعجب كبرى على حياتي الخريفية التي تساقطت أوراقها الصفراء في الدروب وثنايا الطرقات، تشرّق بها الريح تارة، وتغرّب أخرى. أبحرت مأساتي دون مرساة في قارب مخروق إلى بحر لجيّ يغشاه موج فوق موج لا يرحم... فتلك أشجاني، وتلك حواشي ذاكرتي المتخمة بالضياع والأحزان.
نعم، فالحزن رصاصة في خاصرتي، والقهر فتيل قنبلة ستتفجّر في أيّة لحظة في انتفاضتي المنهكة المكلومة، فما عدتُ أقوى على متابعة المسير، خارت قواي، وتجمّد تفكيري، حتى صرتُ أؤمن أنّ نهاية الأجل هي بداية الحياة...، فمن يكتوي بناري يشعر بزخم هذه العبارات وجهنميتها، ومن لا، فلا...
أخوكم المكلوم