تقدمي يا ابتهال..
آزاد منير غضبان
الصف الثاني الثانوي
كان حديثا قصيرا مع ابتهال ..بين لي الكثير مما كنت أجهله .بين لي مثلا : مدى قسوة هذا المجتمع ، وعدد ما في هذه الدنبا من الأناس الذين لم يسمع لهم صوت من أجل شيء مرضهم..ونُسيت من أجله أيضا آلامهم وأحلامهم وعقولهم النيرة وطموحهم الراقي ،
ففي سراديب هذا الزمن المتعفنة، ومن بين آلاف الآهات والشجون ، وروائح الدموع،وفوق كل الآمال التي حطمها فئران السرداب، كانت هناك نافذة يطل منها النور والمستحيل، وها أنا أقول لإبتهال ، اصعدي إليها لأن روحك أشرف وأجل من أن تكون في مكان وضيع مثل هذا ، إنما مكانك هناك عند تلك النجوم تملأين الأرض من سناك ومن جلال روحك ومن دفق حنانك ومن الأمل المنبثق من عينيك ، فكتبت لها:
تقدمي يا إبتهال ..واقهري الصعاب واقهري المحال..
في جوف هذا الظلام ..كوني شعلة مضيئة ..بالعزم والنضال..
قاومي الصعاب إن ربي الرحمن .. معك..
قاومي واعلمي بأن ربي يرفعك ..ويحفظك..ويسمعك
فابتهلي إليه عند كل حال..
ثم أعطي للورود من جلال روحك..
وارتقي في زمن..قد قل فيه الرجال والأبطال ،
تقدمي يا إبتهال ،والله إنني أرى بأنك ستملأين هذه الدنيا عبيرا وفواحا ،،
وجمالا وحنانا وفلاحا..
نحو حلمك الجميل ، واصلي المسير . لا تلفتي نحوك ..إلا إلى الجمال..
وانظري إلى الأمام صامدة ..
فإن من يريد الخوض في خضم هذه الحياة
سيشبع الآهات والمكابدة ..
هذا هو الطريق ..لا تسمعي للمغرضين ..لا تسمعي للحاقدين.. أو للتافهين
فإنما الجبال الشم لا يضرها .. نبح الكلاب أو عصف السنين
بل واصلي المسير ..وانظري المستقبل المشرق المبين
فإن عينيك التي قد ألهبت شعوري..أخالها في قمة الأحلام قد وصلت لما تريد في يقين ..
تقدمي..ومنى الحياة..
قد وهبته أمك المعطاء..ووالدك..أمجد الوفاء
تقدمي وكل شيء في الحياة سهل..بالدعاء..
وكوني مع الله دوما لتصلي إلى هناك..للسماء
نجمة قد حلقت في غيهب الفضاء ..وفاقت الأقمار نورا وضياء..